تمّ روح السّحر نسحا (١) فأتى |
|
مصحبا باليمن والفخر البعيد |
لأبي عبد الإله المرتقى |
|
في ذرا المجد الرئيس ابن سعيد |
ولم أحفظ تمام الأبيات :
وقال أبو الحسن علي بن سعيد : كتبت إليه من أبيات بحضرة تونس وقد نقل إليه بعض الحساد ما أوجب تغيره : [بحر الطويل]
ومن بعد هذا قد أتيت بزلّة |
|
أما حسن أن لا تضيق بها صدرا |
وعلمك حسبي بالأمور فإنني |
|
عهدتك تدري سر أمري والجهرا |
وقد أصلح الله الأمور بسعيكم |
|
ونيتكم صلحا على البشر (٢) والبشرى)(٣) |
ولم يبق لي إلا رضاك فإن به |
|
كتبت ولو حرفا أطبت به (٤) العمرا |
فبقّيت كهفا للجميع وموئلا |
|
ولا زلت ما دام الزمان لنا سترا |
فكتب إلي هذه الأبيات ، وكان متمرضا ، وبعث إلي بما يذكر : [بحر الطويل]
أكفّ الصبا حفت جنى زهر الربا (٥) |
|
سؤالك عن مضنى (٦) يسامي بك الزهرا |
بعثت بمثل الزهر في مثل صفحة |
|
لذلك ما قلدتها الشذر (٧) والدرا |
معان لها أعنو وأعني بها فكم |
|
وقفت عليها العين والسمع والفكرا |
فلو عرضت للبحر لم يلفظ الدرا |
|
ولو عارضت هاروت لم ينفث السحرا |
أبا حسن هنئت ما قد منحته |
|
ضروبا من الآداب تحلي بها الدهرا |
ودونك بحرا من ودادي تلاطمت |
|
به زاخرات المدّ لا يعرف الجزرا |
فإن خطرت في جانب منك هفوة |
|
فلا تحسبن أني أضيق بها صدرا |
يزلّ الجواد عند ما يبلغ المدى |
|
ويعثر بالرّمث (٨) النسيم إذا أسرى |
__________________
(١) في ب : «نسخا».
(٢) البشر : الابتسام وطلاقة الوجه.
(٣) البشرى : الخبر السعيد.
(٤) في ب ، ه : «أطبت لي العمرا».
(٥) في ب : «الربى».
(٦) في ب ، ه : «سؤالك عن نضو».
(٧) الشذر : قطع من الذهب تلتقط من معدنه ، أو خرز يفصل به بين حبات العقد.
(٨) الرمث : بكسر الراء وسكون الميم : مرعى للإبل من الحمض.