ونهارا ، سفرا وحضرا ، مكيا ومدنيا ، سلميا وحربيا ، ناسخا ومنسوخا ، محكما ومتشابها.
وقد عدت السورة الخامسة والمائة في عداد نزول سور القرآن في رواية جابر بن زيد ، عن ابن عباس قال : نزلت بعد سورة النور وقبل سورة المنافقين. وهذا يقتضي أنها عنده مدنية كلها لأنّ سورة النور وسورة المنافقين مدنيتان فينبغي أن يتوقف في اعتماد هذا فيها.
وعدّت آياتها عند أهل المدينة ومكة : سبعا وسبعين. وعدها أهل الشام : أربعا وسبعين. وعدها أهل البصرة : خمسا وسبعين. وعدها أهل الكوفة : ثمانا وسبعين.
ومن أغراض هذه السورة :
ـ خطاب الناس بأمرهم أن يتقوا الله ويخشوا يوم الجزاء وأهواله.
ـ والاستدلال على نفي الشرك وخطاب المشركين بأن يقلعوا عن المكابرة في الاعتراف بانفراد الله تعالى بالإلهية وعن المجادلة في ذلك اتّباعا لوساوس الشياطين ، وأن الشياطين لا تغني عنهم شيئا ولا ينصرونهم في الدنيا وفي الآخرة.
ـ وتفظيع جدال المشركين في الوحدانية بأنهم لا يستندون إلى علم وأنهم يعرضون عن الحجة ليضلوا الناس.
ـ وأنهم يرتابون في البعث وهو ثابت لا ريبة فيه وكيف يرتابون فيه بعلّة استحالة الإحياء بعد الإماتة ولا ينظرون أن الله أوجد الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم طوره أطوارا.
ـ وأن الله ينزل الماء على الأرض الهامدة فتحيا وتخرج من أصناف النبات ، فالله هو القادر على كل ذلك ، فهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير.
ـ وأن مجادلتهم بإنكار البعث صادرة عن جهالة وتكبّر عن الامتثال لقول الرسول عليه الصلاة والسلام.
ـ ووصف المشركين بأنهم في تردد من أمرهم في اتباع دين الإسلام.
ـ والتعريض بالمشركين بتكبّرهم عن سنّة إبراهيم عليهالسلام الذي ينتمون إليه ويحسبون أنهم حماة دينه وأمناء بيته وهم يخالفونه في أصل الدّين.
ـ وتذكير لهم بما منّ الله عليهم في مشروعية الحجّ من المنافع فكفروا نعمته.