«إنهم يقولون أنتم في دعواكم أن القرآن كلام الله وقد علّمه محمدا صلىاللهعليهوسلم على أحد أمرين : إما أن الله تعالى جاهل لا يعلم ما الشعر ، وإما أن الدعوى باطلة ، وذلك أن في قرآنكم (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ) وأنه يستدعي أن لا يكون فيما علّمه شعر».
ثم إن في القرآن من جميع البحور شعرا :
فمن الطويل من «صحيحه» (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف : ٢٩].
ومن مخرومه (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ) [طه : ٥٥].
ومن بحر المديد (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) [هود : ٣٧].
ومن بحر الوافر (وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة : ١٤].
ومن بحر الكامل : (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [البقرة : ٢١٣].
ومن بحر الهجز من مخرومه : (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا) [يوسف : ٩١].
ومن بحر الرجز : (دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) [الإنسان : ١٤].
ومن بحر الرمل (وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ) [سبأ : ١٣]. ونظيره (وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) [الشرح : ٢ ـ ٣].
ومن بحر السريع (قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُ) [طه : ٩٥] ونظيره (نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ) [الأنبياء : ١٨] ومنه (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ)[البقرة : ٢٥٩].
ومن بحر المنسرح (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) [الإنسان : ٢].
ومن بحر الخفيف (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) [الماعون : ١ ـ ٢].
ومنه (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) [النساء : ٧٨] ونحوه : (قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي) [هود : ٧٨].
ومن بحر المضارع من مخرومه (يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ) [غافر : ٣٢ ـ ٣٣].
ومن بحر المقتضب (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) [البقرة : ١٠].
ومن بحر المتقارب (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [الأعراف : ١٨٣].
فيقال لهم من قبل النظر فيما أوردوه : هل حرفوا بزيادة أو نقصان حركة أو حرفا أم