١
كمال الدين وإتمام النعمة
دلّ القرآن الكريم على أنّه سبحانه أكمل دينه وأتمّ نعمته ، وهذا ما يتجلّى في قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (١) ، ومعنى ذلك أنّ ما جاء به النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في حقل العقيدة والشريعة كامل أتمّ الكمال ، فهو يغني المسلمين في كلّ عصر عن كلّ فكر مستورد وقانون وضعي لا يمتّ إلى الوحي والسماء بصلة.
والسنّة تُدعم الكتاب في هذا المجال أشد الدعم ، كما يتّضح ذلك جلياً في كلام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في خطبة حجة الوداع حيث جاء فيها : أيّها الناس ما من شيء يقرّبكم من الجنة ويباعدكم من النار إلّا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم من الجنّة إلّا ونهيتكم عنه. (٢)
وقال الإمام الباقر (عليهالسلام) : «إنّ الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج له الأُمّة إلّا أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وجعل لكلّ شيء حدّاً وجعل عليه دليلاً يدلّ
__________________
(١) (المائدة : ٣.)
(٢) الكافي : ٧٤ / ٢ ، كتاب الإيمان والكفر.