٢. أرضية جديدة لبناء القيم العليا
يتجاوز الشيخ طه جابر العلواني التصنيف الذي صاغه الشاطبي للمقاصد ومستوياتها ويصوغ منظومة مقاصدية بديلة ، يستوحيها من القرآن الكريم والسنّة الشريفة ، وتعبّر هذه المنظومة المقاصدية عن محاولة جادّة أصيلة في تجديد الاجتهاد في حقل المقاصد بنحو يمكن أن تشكل هذه المقاصد العليا إطاراً يوجّه عملية الاستنباط الفقهي لبلوغ الحكم الشرعي المواكب لمستجدّات الحياة.
وتمثّل المقاصد العليا بالقيم التي استخلف الإنسان لتحقيقها وهي :
المستوى الأوّل :
١. التوحيد ، ٢. التزكية ، ٣. العمران.
المستوى الثاني :
١. العدل ، ٢. الحرية ، ٣. المساواة.
المستوى الأخير :
١. ضروريات ، ٢. حاجيات ، ٣. تحسينيّات.
٣. العبادات كالمعاملات خاضعة للتعليل
يتجاوز الدكتور أحمد الريسوني المنظور التقليدي للشاطبي وغيره ، الذي يذهب إلى أنّ الأصل في العبادات عدم التعليل فيقرّر أنّ الأصل في الشريعة بتمامها هو التعليل ، لأنّ الله تعالى علل الشريعة كلّها ، بأنّها رحمة للعالمين ، وصلاح لهم ، وإخراج من الظلمات إلى النور ، فالشريعة رحمة كلّها ، ومصلحة كلّها وحكمة كلّها ، ومن الخطأ قصر النظر في المصالح على الأُمور المعيشية ، لأنّ العبادات فيها