ترجع إلى العباد لا إلى وجوده وذاته ، كما لا يخفى.
انّ القرآن الكريم يُجلّ أن تكون أفعاله الكونية عبثاً بلا غرض ، وسُدىً بلا غاية ، لأنّ العبث يضادّ كونه حكيماً يضع الأشياء مواضعها.
قال سبحانه :
١. (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ). (١)
٢. (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ). (٢)
٣. (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ). (٣)
٤. (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٤) إلى غير ذلك من الآيات التي تَنفي العبث عن فعله سبحانه ، وتصرح باقترانه بالحكمة والغرض ومع هذه التصريحات القاطعة للعذر ، كيف يتفلسف الأشعري بما ذكره من الدليل العقلي وينفي كلّ غرض وغاية عن فعله ، ويعرّف فعله سبحانه على خلاف الحكمة ، مع أنّ من صفاته كونه حكيماً.
وكما أنّ أفعاله الكونية مقرونة بالغرض ، فكذا تشريعاته في عامة المجالات تابعة لأغراض تحقّق مصالح للناس عاجلاً وآجلاً.
وسيوافيك نصوص الذكر الحكيم وما رُوي عن أئمّة أهل البيت (عليهمالسلام) في هذا الصدد.
٢. من خالف المنهج وهو أشعريّ
كان الأصل المعروف لدى الأشاعرة هو خلوّ فعله سبحانه في مجالي
__________________
(١) (المؤمنون : ١١٥.)
(٢) (الدخان : ٣٨.)
(٣) (ص : ٢٧.)
(٤) الذاريات : ٥٦.