فأسنده لي.
فقال : «حدّثني أبي ، عن جدّي رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، عن جبرئيل (عليهالسلام) ، عن الله عزوجل ، وكلّما أحدّثك بهذا الاسناد».
فقال : يا جابر لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها. (١)
٣. وهذا عنبسة قال : سأل رجل أبا عبد الله (عليهالسلام) عن مسألة فأجابه فيها ، إلى أن قال : «مهما أجبتك بشيء فهو عن رسول الله لسنا نقول برأينا من شيء».
٤. وفي رواية لجابر عن أبي جعفر قال : «يا جابر انّا لو كنّا نحدّثكم برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدّثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله». إلى غير ذلك من الروايات. (٢)
(فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). (٣)
رؤيا الصحابي والتشريع
قد وقفت على أنّ التشريع الإلهي أعلى وأجلّ من أن تناله يد الاجتهاد ، فالتشريع فيض إلهي جار من ينبوع فياض لا يشوبه خطأ ولا وهم ولا ظن ولا خرص ولا تخمين ، والنبي هو المبيّن للتشريع ، وليس بمجتهد فيه يضرب الآراء بعضها ببعض كي يصل إلى حكم الله سبحانه.
وأسوأ من ذلك أن تكون رؤيا الصحابة أو تصويبهم مصدراً للتشريع ، ومع
__________________
(١) (أمالي المفيد : ٤٢.)
(٢) (لاحظ كتاب جامع أحاديث الشيعة : ١ ، الباب الرابع من أبواب المقدّمات وما هو الحجّة في الفقه : ١٨١ ١٨٣ وقد أخذنا بالقليل من الكثير.)
(٣) الأنعام : ٨١.