٧
السبب الأوّل لظاهرة عدم النصّ
إنّ لمنع كتابة الحديث مضاعفات كثيرة لا يسع المقال ذكرها ، وقد أوردنا شيئاً منها في كتابنا «بحوث في الملل والنحل». (١)
والّذي يناسب ذكره في المقام هو أنّ الحظر عن تدوين الحديث ومدارسته دراسة لائقة بشأنه صار سبباً لذهاب قسم كبير من السنّة النبوية خصوصاً ما يتعلّق بالأحكام والآداب وحلّت مكانها أحاديث مختلقة اختلقها مستسلمة أهل الكتاب ، نظراء : كعب بن ماتع الحميري ، وقد وصفوه بأنّه من أوعية العلم ، حدّث عنه أبو هريرة ومعاوية وابن عباس وغير ذلك.
ووهب بن منبه اليماني وقد أكثر النقل عن كتب الإسرائيليات ، توفّي سنة ١١٤ ه. (٢)
وتميم بن أوس الداري ، راوية الأساطير ، كان نصرانياً ، قَدِمَ المدينة فأسلم في سنة ٩ ه ؛ والحديث بعد ذو شجون.
__________________
(١) (بحوث في الملل والنحل : ٦٠ / ١ ٧٦.)
(٢) ميزان الاعتدال : ٣٥٢ / ٤.