المراد هو الضرب الخفيف الذي لا يؤدّي إلى الجرح ولا إلى احمرار واسوداد الجسم ، حتى قال بعض المفسرين في توضيح الآية : ضرب كضرب اليد بالسواك! أو ما شابه ذلك ممّا يؤدّي إلى ايلامها ، ولكن ينبغي أن لا يكون شديداً فيجرحها.
«ثانياً» : يجب أن لا ننسى أنّ النساء على أربعة أقسام :
القسم الأول : النساءٌ المؤمنات الصالحات ، الواقفات على مسؤوليتهنَّ في الأسرة وذلك على أثر اللياقات الذاتية والتربوية المكتسبة عندهُنَّ ، ومثل هؤلاء النسوة لابدّ من احترامهن من قبل أزواجهن على أتمِّ وجه ، وهُنَّ مصداق الآية : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمعَرُوفِ). (النساء / ١٩)
والقسم الثاني : أولئك النسوة اللاتي يتخلفن عن أداء وظائفهنَّ في محيط الأسرة ، فيتسبَبْنَ في ايذاء أزواجهنَّ ، ولكن تخلفهن ليس عميقاً وفاحشاً ، بل يمكن أن يتأثرن بالوعظ والنصيحة خوفاً من الله ، ويرجعن إلى الحق لتقواهُنَّ ، فهؤلاء مشمولات بقوله : (فعِظوهُنَّ) في الآية المذكورة.
والقسم الثالث : النسوة اللاتي يكون نشوزهُنَّ عميقاً ، ولا ينفع معهن الوعظ ولكن ولأرواحهنَّ الشفافة يؤثر فيهن الهجر ، فانّهن لا يرغبن إلّافي العيش بصلح وصفاء ، فهؤلاء يشملهنّ : (وَاهجُرُوهُنَّ فىِ المَضَاجِعِ). (النساء / ٣٤)
فيبقى (القسم الرابع :) فقط من النساء اللاتي يتمردنَّ على أزواجهن ويمتنعن عن أداء وظائفهنَّ ، ويتمادَين في غيهن وعنادهنَّ ، ولجاجتهنَّ ، فلا تقوى عندهن فتمنعهن عن ذلك ، ولا وعظ ينفع ويؤثر فيهن ، ولا هجر في مضجع يكدِّر أرواحهن ، فلا سبيل إلّاالشدّة ، ومن هنا فإنّ الإسلام في هذا المورد فقط يجيز للزوج أن يؤدب زوجته بالضرب الخفيف ويعزّرها ، وهذا الأمر رائج حتى في المجتمعات الشرقية والغربية المعاصرة ، حتى أنّ المعترضين على هذا القانون الإسلامي يمارسون ذلك بأنفسهم أيضاً في مثل هذهِ الظروف والحالات ، فمع تلك الظروف التي بيّناها لا يُعدُّ هذا الأمر عجيباً لا يتلائم مع احترام كرامة الإنسان.