وعن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ [قالت : سمعت رسول الله](١) صلىاللهعليهوسلم أنه كان يقول في مرضه : «الصّلاة وما ملكت أيمانكم» (٢) فجعل يتكلم وما يقبض بها لسانه.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال [رسول الله](٣) صلىاللهعليهوسلم : «للمملوك (٤) طعامه وكسوته ، ولا يكلّف من العمل ما لا يطيق» (٥).
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : كان آخر وصية رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين حضرته الوفاة : «الصّلاة وما ملكت أيمانكم» ، ثم جعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يغرغر بها في صدره ، ولا يفصح بها لسانه.
وعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في المماليك : «هم إخوانكم ، ولكنّ الله خوّلهم إيّاكم ، فأطعموهم ممّا تأكلون ، وألبسوهم ممّا تلبسون» (٦).
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً) الآية.
قيل : المختال : هو المتكبر (٧).
وقيل : هو من الخداع.
وقيل : هو الذي يمشي مرحا ؛ وهو واحد ، يتكبر على عبادة الله ـ تعالى ـ أو يتكبر على عباد الله ـ تعالى ـ ويخدعهم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً) ؛ لأنه لا يحب الاختيال ، وكذا في كل ما ذكر : لا يحب ذا ويحب ذا ؛ كقوله : (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) والتائبين ، ولا يحب الظالمين ؛ لأنه يحب الطهارة والتوبة ، ولا يحب الظلم ولا الكفر ، فإذا لم يحب هذا ، لم يحب فاعله لفعله وإذا أحب هذا ، أحب فاعله لفعله.
وقوله ـ عزوجل ـ (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ...) الآية.
__________________
(١) في ب : عن النبي.
(٢) تقدم.
(٣) في ب : النبي.
(٤) في ب : المملوك.
(٥) أخرجه مسلم (٣ / ١٢٨٤) كتاب الأيمان : باب إطعام المملوك مما يأكل (٤١ ـ ١٢٦٢) ، والبيهقي في السنن (٨ / ٦) ، وابن حبان في موارد الظمآن : كتاب العتق : باب التخفيف عن الخادم (١٢٠٥) ، وأحمد في المسند (٢ / ٢٤٧) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢٨٥).
(٦) أخرجه البخاري (٥ / ٤٨٠) كتاب العتق. باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم (العبيد إخوانكم ؛ فأطعموهم مما تأكلون) (٢٥٤٥) ، ومسلم (٣ / ١٢٨٢ ـ ١٢٨٣) : كتاب الإيمان : باب إطعام المملوك مما يأكل ، وإلباسه مما يلبس ، ولا يكلفه ما يغلبه (٣٨ ـ ١٦٦١) ، وأبو داود (٢ / ٧٦١) في كتاب الأدب : باب في حق المملوك (٥١٥٧) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢٨٥).
(٧) أخرجه ابن جرير (٨ / ٣٥٠) (٩٤٩١) عن مجاهد ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢٨٥).