ذلك ؛ فهو أولى.
وبعد : فإنه قال : (لِمَنْ يَشاءُ) ، والصغائر عندهم مغفورة بالحكمة لا بالوعد ، والآية في التعريف ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً)
عن الحسن قال : الإناث : الأموات التي لا روح فيها (١) وكذلك روي عن ابن عباس (٢) ، رضي الله عنه.
وقيل قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا إِناثاً) : هم الملائكة ؛ لأنهم يقولون : الملائكة بنات الله في السماء ؛ فعبدوها (٣) ؛ فإنهم (٤) إنما عبدوا الإناث عندهم وفي زعمهم.
وقيل : إناثا من الوثن ؛ وكذلك روي في حرف عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقرأ : «إن يدعون من دونه إلا أوثانا» (٥) ، وهو الصنم ؛ سمي إناثا لما صوروها بصور (٦) الإناث ، وحلّوها ، وقلدوها قلائد ، وزينوها بزيهم ، ثم يعبدونها لم يعبدوها على ما كان في الأصل ؛ فسمي بذلك.
وقيل : سمي إناثا ؛ لأنهم كانوا يسمون ما يعبدون من الأصنام والأوثان : اللات ، والعزى ، ومناة ؛ فأسماؤهن أسماء إناث ، والله أعلم (٧).
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) :
أخبر الله ـ عزوجل ـ [أنهم](٨) وإن كانوا يفرون من الشيطان ويأنفونه ـ فإنهم بعبادتهم
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٩ / ٢٠٨) (١٠٤٣٦) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٩٤) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد.
(٢) أخرجه ابن جرير (٩ / ٢٠٨) (١٠٤٣٤) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٩٤) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه ابن جرير (٩ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩) (١٠٤٣٧) عن الضحاك ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٩٤) ، وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) في ب : أفهم.
(٥) أخرجه ابن جرير (٩ / ٢١٠) (١٠٤٤٢) عن هشام بن عروة عن أبيه ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٩٤) ، وعزاه لأبي عبيد في فضائل القرآن ، وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن عائشة.
(٦) في ب : صورها بصورة.
(٧) أخرجه ابن جرير (٩ / ٢٠٧) (١٠٤٣٠) (١٠٤٣١) عن أبي مالك ، (١٠٤٣٢) عن السدي ، (١٠٤٣٣) عن أبي زيد ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤) ، وزاد نسبته لعبد بن حميد ، وابن المنذر عن أبي مالك.
(٨) سقط من أ.