وعن الحسن أنه قال : الكلالة : الإخوة والأخوات من الأب والأم ، أو الإخوة والأخوات من الأب (١) ، ذهب في ذلك إلى ما ذكر في آية أخرى قوله : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ ...) إلى آخر ما ذكر [النساء : ١٧٦] ، والنصف إنما يكون للأخت من الأب والأم ، أو الأخت من الأب ، وذلك تفسير الكلالة ؛ دل أنها الإخوة والأخوات من الأب والأم ، أو من الأب.
وروي عن أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : الكلالة ما خلا الولد والوالد (٢).
وروي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : لقد أتى علىّ زمان وما أدري ما الكلالة ، ألا وإن الكلالة ما لم يكن له ولد ولا والد (٣).
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : الكلالة ما خلا الولد والوالد (٤).
وروي [عن أبي بكر الصديق](٥) ـ رضي الله عنه ـ قال في خطبته : ألا إن الآية التي أنزلها الله ـ تعالى ـ في أول سورة النساء في شأن الفرائض أنزلها في الولد والوالد ، والآية الثانية أنزلها في الزوج والمرأة ، والإخوة من الأم ، والآية التي ختم بها سورة النساء أنزلها في الإخوة من الأب والأم ، والآية التي في سورة الأنفال في : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) [الأنفال : ٥] مما جرت في الرحم من العصبة (٦).
وروي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : إذا كانت الكلالة بعضهم أقرب من بعض بأب فهو أحق بالمال.
__________________
(١) ذكره السيوطي بمعناه في الدر (٢ / ٤٤٥) وعزاه لابن جرير وعبد بن حميد والبيهقي في سننه ، عن قتادة ، عن أبي بكر الصديق.
(٢) أخرجه ابن جرير (٨ / ٥٣ ـ ٥٥) (٨٧٤٥ ، ٨٧٤٦ ، ٨٧٤٧ ، ٨٧٤٩) ، وذكره السيوطي في الدر ٢ / ٤٤٣) وعزاه لعبد بن حميد عن أبي بكر الصديق.
(٣) أخرجه ابن جرير (٨ / ٥٤ ، ٥٥) (٨٧٤٨).
وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٤٤٣) وعزاه لابن أبي شيبة عن عمر.
(٤) أخرجه ابن جرير (٨ / ٥٥ ، ٥٦) (٨٧٥٠ ـ ٨٧٥٥).
وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٤٤٣) وعزاه لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والدارمي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية عن ابن عباس ، رضي الله عنهما.
(٥) بدل ما بين المعقوفين في ب : أن أبا بكر الصديق.
(٦) أخرجه ابن جرير (٩ / ٤٣١) (١٠٨٦٥) ، والبيهقي في سننه (٦ / ٢٣١) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٤٤٥) وزاد نسبته لعبد بن حميد ، عن قتادة ، عن أبي بكر.