(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فالآية تشير إلى إحدى وظائف النبي صلىاللهعليهوسلم الذي أنزل عليه القرآن ، أن يعلمه للناس.
* كيفية التفسير في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم :
أ ـ كان صلىاللهعليهوسلم إذا نزلت عليه آية بادر أحيانا بتوضيح ما خفي منها ؛ إذ لمّا نزل قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) قال : «عدلا» [وهو عندنا هنا برقم ٢٦]
ب ـ كان سيرته صلىاللهعليهوسلم في حياته وعبادته تفسيرا لما حمله القرآن.
إذ فسر معنى الصلاة بعمله ، وقال : «صلّوا كما رأيتموني أصلي» [رواه البخاري] وفسّر معنى الحجّ بعمله ، فقال : «خذوا عني مناسكك» [رواه مسلم] وهكذا فسّر الأحكام والجهاد حتى الآيات المتعلقة بالأخلاق ، فقد فسّرها تطبيقا بعمله ، سئلت عائشة أم المؤمنين رضي الله تبارك وتعالى عنها عن خلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : كان خلقه القرآن. [رواه مسلم].
ج ـ كان السائل يأتيه فيسأله صلىاللهعليهوسلم عن شيء مما في القرآن ، فأحيانا يجيبه فورا ، وأحيانا يتوقف في الإجابة حتى يأتيه خبر السماء. وقد يأتي الوحي حالا ، وقد يتأخر بأمر الحكيم العليم ، سبحانه ، وقد يسألونه صلىاللهعليهوسلم للاختبار ، وللتأكد من صدق رسالته ، فيأتيه المدد من السماء (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً)