سفيان بن عيينة وغير ذلك. وكان يتجر في الكتب ولهذا حصل عنده من الأصول والأجزاء ما لا يوصف كثرة.
قال بن طاهر رأيت الحبال ، وما رأيت أتقن منه! كان ثبتا ، ثقة حافظا. وحكى السّلفي عن بعضهم أنه حضر مجلس الحبّال والحديث يقرأ عليه فلم تزل دموعه تجري حتى فرغ القارئ.
ومما يدلك على مبلغ ما حصّله من أصول وأجزاء ، ما حكاه السّلفي عن ابن طاهر أن الحبال قد أتلف المطر بعض كتبه فقيل له : إن ابن مندة عمل خزّانة لكتبه فقال : لو عملت خزّانة لاحتجت إلى جامع عمرو بن العاصي. وكانت الدولة الباطنية المصرية قد منعته من التحديث وأخافوه وهددوه فامتنع من الرواية ، ولم ينشر له كبير شيء.
وقد ولد سنة (٣٩١) ومات سنة (٤٨٢).
(١) ـ ابن مرزوق :
هو الشيخ الجليل أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق المصريّ المعدّل سمع من أبي محمد بن الورد «السيرة» ، وسمع من أحمد بن عبيد الحمصي ، وحمزة
__________________
(١) سير أعلام النبلاء (١٧ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤).