__________________
هو ـ يعني الحديث ـ بمخالف للقرآن بوجه من الوجوه ، خلافا لما توهمه بعضهم ، فإن الحديث يفصّل كيفية الخلق على الأرض وحدها ، وأن ذلك كان في سبعة أيام ، ونص القرآن على أن خلق السموات والأرض كان في ستة أيام ، والأرض في يومين لا يعارض ذلك ، لاحتمال أن هذه الأيام الستة غير الأيام السبعة المذكورة في الحديث ، وأنه ـ أعني الحديث ـ تحدّث عن مرحلة من مراحل تطور الخلق على وجه الأرض حتى صارت صالحة للسكنى ، ويؤيده أن القرآن يذكر أن بعض الأيام عند الله كألف سنة ، وبعضها مقداره خمسون ألف سنة ، فما المانع أن تكون الأيام الستة من هذا القبيل؟ والأيام السبعة من أيامنا هذه؟ كما هو صريح الحديث ، وحينئذ فلا تعارض بينه وبين القرآن».
وسيأتي الحديث (رقم ٤١٢) عن أبي هريرة مرفوعا وفيه : «... إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع ...» ، وهو يدل على عدم مخالفة الحديث للقرآن. فقال العلامة الشيخ الألباني في مختصر العلو (رقم ٧١) : «وخلاصة ذلك أن الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن ، وأن الحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض ، فهو يزيد على القرآن ولا يخالفه» أ. ه.
وأقوى الأجوبة ـ عندى ـ والله اعلم هو قول العلامة اليماني ، وإن كان كلام شيخنا الألباني لا ينافيه في بعض مراميه ، وهو جمع قوي.
* وجملة القول أن الحديث جيد قوي ولا يقل عن رتبة الحسن المحتج به ، وإن كان لا يصل إلى الدرجة العليا من الصحة ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب.