__________________
وقلت أنا : من مات يشرك بالله شيئا دخل النار» ، وكأن سبب الوهم في ذلك ما وقع عند أبي عوانة والإسماعيلي من طريق وكيع بالعكس ، لكن بيّن الإسماعيلي أن المحفوظ عن وكيع كما في البخاري ، قال وإنما المحفوظ أن الذي قلبه أبو عوانة (وفي نسخة : أبو معاوية) ، وكذلك جزم ابن خزيمة في صحيحه ، والصواب رواية الجماعة ... ، وهذا هو الذي يقتضيه النظر لأن جانب الوعيد ثابت بالقرآن ، وجاءت السنة على وفقه فلا يحتاج إلى استنباط ، بخلاف جانب الوعد فإنه في محل البحث إذ لا يصح حملة على ظاهره ، كما تقدم ، وكأن ابن مسعود لم يبلغه حديث جابر الذي أخرجه مسلم ... ، وقال النووى : الجيد أن يقال سمع ابن مسعود اللفظتين من النبي صلىاللهعليهوسلم ولكنه في وقت حفظ إحداهما وتيقنها ، ولم يحفظ الأخرى ، فرفع المحفوظة وضم إليها الأخرى وفي وقت بالعكس ، قال : فهذا جمع بين روايتى ابن مسعود ، وموافقته لرواية غيره في رفع اللفظتين. انتهى. وهذا الذي قال محتمل بلا شك ، لكن فيه بعد مع اتحاد مخرج الحديث ، فلو تعدد مخرجه إلى ابن مسعود لكان احتمالا قريبا مع أنه يستغرب من انفراد راو من الرواة بذلك دون رفقته وشيخهم ومن فوقه ، فنسبة السهو إلى شخص ليس بمعصوم أولى من هذا التعسّف» أ. ه.
قلت : ومقصد الحافظ بأنه لا يصحّ كل الحديث على ظاهره ، لأن القواعد استقرت على أن حقوق الآدميين لا تسقط بمجرد الموت على الإيمان ، وقال الحافظ : «ويحتمل أن يكون المراد بقوله (دخل الجنة) أي صار إليها إمّا ابتداء من أول الحال ، وإما بعد أن يقع من العذاب ، نسأل الله العفو والعافية ...» أ. ه.