فقال أبو أيّوب صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا أيّها النّاس ، إنّكم تتأوّلون هذه الآية على هذا التّأويل ، وإنّما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لمّا أعزّ الله دينه ، وكثّر ناصريه ، قلنا بيننا بعضنا لبعض سرّا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ أموالنا قد ضاعت ، فلو أنّا أقمنا فيها ، وأصلحنا ما ضاع منها ، فأنزل الله تبارك وتعالى في كتابه يردّ علينا ما هممنا به قال : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فكانت التّهلكة : الإقامة الّتي أردنا أن نقيم في أموالنا فنصلحها ، فأمرنا بالغزو ، فما زال أبو أيّوب غازيا في سبيل الله حتّى قبض.
* * *
__________________
ـ وقد وقع في رواية الترمذي السابقة (رقم ٢٩٧٢) : «وعلى الجماعة فضاله بن عبيد» ، والصواب أنه على أهل الشام ، كما في باقي الرويات ، أمّا على الجماعة فكان (عبد الرحمن بن خالد بن الوليد).