__________________
وأبو يعلى (رقم ٣٥١١ ، ٣٧٥٩ ، ٣٨٠٢ ، ٣٨٣٧ ، ٤٠١٠) ، والطبري في تفسيره (٢ / ١٧٥) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٩٣٦ ، ٩٤١ ـ الإحسان) ، وأبو نعيم في الحلية (٢ / ٣٢٩) ، وابن المبارك في الزهد (رقم ٩٧٣) ، والبغوي في تفسيره (١ / ١٧٧) وفي شرح السنة (رقم ١٣٨٣) ، وغيرهم من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟» قال : نعم. كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة ، فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : سبحان الله ، لا تطيقه ـ أو لا تستطيعه ـ أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟». قال : فدعا الله له ، فشفاه. وهذا لفظ مسلم.
وقال ابن كثير في تفسيره (١ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥) : «فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا ، وصرفت كل شر ، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنيء وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين ، ولا منافاة بينها ، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفرغ الأكبر في العرصات وتيسير الحساب ، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة ، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام». وقال الحافظ في الفتح (١١ / ١٩٢) معقبا على قول ابن كثير : «أو العفو محضا ، ومراده لقوله : وتوابعه ما يلتحق به في الذكر لا ما يتبعه حقيقة».