قال ابن عبّاس : لمّا انصرف المشركون عن أحد ، وبلغوا الرّوحاء قالوا : لا محمّدا (١) قتلتموه ، ولا الكواعب أردفتم ، وبئس ما
__________________
(١) في الأصل «محمد» بدون ألف التنوين بالفتح وما أثبتناه هو الصحيح.
__________________
ـ وقد رواه الطبراني في الكبير (رقم ١١٦٣٢) عن علي بن عبد العزيز عن محمد بن منصور الجواز عن ابن عيينة عن ابن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ، وقال سفيان مرة أخرى أخبرني عكرمة فذكره. وقال الهيثمي في المجمع (٦ / ١٢١) : ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجوّاز وهو ثقة.
وعزاه السيوطي في الدرّ (٢ / ١٠١) للنسائي وابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح من طريق عكرمة عن ابن عباس.
وقال الحافظ في الفتح (٨ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩) : أخرجه النسائي وابن مردويه ، ورجاله رجال الصحيح ، إلّا أن المحفوظ إرساله عن عكرمة ليس فيه ابن عباس ، ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره.
قلت : رواية ابن أبي حاتم ذكرها ابن كثير في تفسيره (١ / ٤٢٩) عن محمد بن عبد اللّه بن يزيد عن سفيان عن عمرو عن عكرمة قال : لما رجع المشركون عن أحد ... ومحمد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ ثقة ، فيحمل على أن ابن عيينة كان يرويه مرسلا تارة ، وموصولا أخرى.
وقد روى عبد الرزّاق في تفسيره (ص ٢٨ ـ مخطوط) عن ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال : كانت بدرا متجرا في الجاهلية فخرج ناس من المسلمين ... فذكر نحو الشطر الأخير.
قوله الروحاء ، حمراء الأسد : الروحاء : مكان يبعد عن المدينة ستة وثلاثين يوما ، وحمراء الأسد : موضع على بعد ثمانية أميال من المدينة.
قوله ولا الكواعب أردفتم : الكواعب : جمع كعاب أو كاعب : وهي المرأة حين يبدو ثديها للنّهود ، وأردفتم : أي أسرتم ، وهي من تبع الشيء يتبعه.