وسيأتي في الباب الثالث عند دراسة هذا المصنّف في الفصل الثالث : منهج النسائي فيه وما روّيناه من قوله : «عزمت على كتاب السنن ، فاستخرت الله تعالى في الرواية عن شيوخ كان في القلب منهم بعض الشيء ، فوقعت الخيرة على تركهم ، فنزلت في جملة من الحديث كنت أعلو فيها عنهم». فهذا مما يدلنا على أنه ينتقي وينتقد رواياته ومروياته ، حتى شيوخه ؛ فإنه لا يتساهل فيهم بل يستخير الله عزوجل ويتركهم ومروياتهم ولا يوردها البتة حتى في كتابه الموسع «السنن الكبرى».
هذا في علم الحديث ، وأما علم القراءات والحروف : فقد روى القراءة عن أحمد بن نصر النيسابوري المقرئ ، وأبي شعيب : صالح بن زياد السوسي. كما ذكره ابن الجزري في غاية النهاية (١ / ٦١) والمزي في تهذيبه (١ / ٣٢٩ محقق).
وقد صنف بنفسه معجما لشيوخه وتكلم فيهم (١).
وكذا أبو محمد : عبد الله محمد بن أسد الجهني ـ راوي السنن الكبرى عن حمزة وغيره ـ له تسمية شيوخ أبي عبد الرحمن النسائي (٢).
__________________
(١) ذكره الحافظ في تهذيب التهذيب في مواضع منه (١ / ٨٨ ، ٨٩) وغيرها ، وسماه أسامي شيوخه.
(٢) فهرسة ابن خبير (ص ٢٢١)