عن عائشة قالت : ثلاث من قال واحدة منهنّ فقد أعظم على الله الفرية ، من زعم أنّه يعلم ما في غد ، والله يقول : (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً) [(٣٤) لقمان] ومن زعم أنّ محمّدا صلىاللهعليهوسلم كتم شيئا من الوحي ، والله يقول : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) ومن زعم أنّ محمّدا رأى ربّه فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [(١٠٣) الأنعام] ، (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) [(٥١) الشورى] فقلت : يا أمّ المؤمنين ، ألم يقل : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) [(١٣) النجم] ، (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) [(٢٣) التكوير] فقالت : سألنا عن ذلك نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «رأيت جبريل ينزل من الأفق على خلقه ، وهيئته أو على خلقه وصورته سادّا ما بينهما».
__________________
وأبو معشر هو زياد بن كليب ، وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي ، ومسروق هو ابن الأجدع ، وسعيد بن أبي عروبة قد اختلط ولكنه قد توبع ، والحديث في الصحيحين وغيرهما من غير هذا الوجه كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٨٥٥ ، ... ، طرفه ٣٢٣٤) ، ومسلم في صحيحه (١٧٧ / ٢٨٧ ـ ٢٩٠) ، والترمذي في جامعه (رقم ٣٠٦٨ ، ٣٢٧٨) وصححه ، والمصنف هنا في التفسير (رقم ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، ٥٥٢) ، وأحمد (٦ / ٤٩ ـ ٥٠) ، والطبري في تفسيره (٦ / ١٩٩ ، ٢٧ / ٣٠ ، ٣١) ، وأبو عوانة (١ / ١٥٣ ـ ١٥٦) ، وابن ـ