يسمعهم الدّاعى وينفذهم البصر وتدنو الشّمس فيبلغ النّاس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون ولا يحملون ، فيقول بعض النّاس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربّكم؟
فيقول بعض النّاس لبعض : أبوكم آدم فيأتون آدم فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك. فاشفع لنا إلى ربّك ؛ ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم آدم عليهالسلام ـ / : إنّ ربّي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب (١) بعده مثله. وإنّه نهانى عن الشّجرة فعصيته. نفسي نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح أنت أوّل الرّسل إلى أهل الأرض ، وسمّاك الله عبدا شكورا. فاشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم نوح : إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. وإنّه كان لي دعوة على قومي. نفسي نفسي ، نفسي نفسي (٢). اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم أنت نبىّ الله
__________________
(١) كذا في الأصل : «ولم يغضب» وهو خطأ واضح والتصحيح من البخاري في الموضع الأول ، وفي الموضع الثالث «ولن يغضب» وكذا في رواية مسلم ، والترمذي في الموضع الثاني.
(٢) في الأصل فوق هذه الكلمة «صح».