* السمة الثالثة : دقته في الصناعة الحديثية ، كأن يورد حديثا قد تلقّاه من شيخين أو أكثر في إسناد واحد ، وهي من الأساليب الفنية في صناعة الإسناد ، استعملها المحدّثون الكبار ـ وبرزت بجلاء عند الإمام مسلم بن الحجاج ، صاحب الصحيح ـ سيما إذا أخرجوه من طريق واحدة كما في النصوص (رقم ٢٦٧ ، ٢٩٦ ، ٣٢١ من التفسير هنا).
وهو دقيق في أداء ما سمعه فإذا أراد أن يعرّف برجل بيّن ذلك بقوله : ـ «فلان» ـ كما في نصوص عديدة منها حديث (رقم ١١).
... حدثنا محمد ـ وهو : ابن عبد الله بن نمير ـ وفي حديث (رقم ١٢) أنا خالد ـ يعني : ابن الحارث ـ.
وهو دقيق ممحّص أيضا في أداء الحديث عن كل شيخ وفي تحديد لفظه إذا سمعه من أكثر من واحد ، مثل (٣٣٩ ، ٧١٠). ولم يتعرض الإمام النسائي للرجال بجرح أو تعديل إلّا في موضع واحد (رقم ٧١٩) فقد نقل عن شيخه عمرو بن علي قوله في عامر بن إبراهيم : «وكان ثقة من خيار الناس».
وكذلك الحال في شرح الغامض والغريب من المتون ، فإنه لم يتعرض لشرحها إلّا في مواضع يسيرة ، وقد يتكلم على بعض الأسانيد