لها أهمية لا تتوقف حدودها عند واقعها ، أو نتائجها المباشرة ، ما دامت صالحة لأن يقتدي بها الآخرون.
ولقد أعلن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّ مسئولية صاحب العمل المبتدع سوف تتضاعف بقدر ما يحتذي النّاس مثاله خلال القرون المقبلة ، إلى يوم القيامة ، قال : «من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ، ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» (١).
وكذلك قال فيما رواه عبد الله بن مسعود : «ليس من نفس تقتل ظلما ، إلّا كان على ابن آدم الأوّل كفل من دمها» (٢). وذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم قوله تعالى مؤكدا هذا المعنى : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ
__________________
(١) انظر ، صحيح مسلم : ٣ / ٨٧ ، مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري : ح ٥٣٣ ، نشر إدارة الشّئون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشّئون الإسلامية بالكويت ، تفسير القرطبي : ١٣ / ٣٣١ ، سنن النّسائي (المجتبى) : ٥ / ٧٦ ، الجامع لمعمر بن راشد : ١١ / ٤٦٦ ، المعجم الأوسط : ٨ / ٣٨٤ ح ٨٩٤٦ ، مستدرك الوسائل : ١٢ / ٢٢٩ ، الفصول المختارة للشيخ المفيد : ١٣٦ ، بحار الأنوار : ٧٧ / ١٠٤ ح ١ ، مسند أحمد : ٤ / ٣٥٧ ، سنن ابن ماجه : ١ / ٧٤ ح ٢٠٣ ، مجمع الزّوائد : ١ / ١٦٨ ، روضة الطّالبين : ١ / ٧٣ ، فيض القدير : ١ / ٥٢٦ ، تهذيب الأسماء : ١ / ٢٤.
(٢) انظر ، صحيح البخاري : ٣ / ١٢١٣ ح ٣١٥٧ و : ٦ / ٢٦٦٩ ح ٦٨٩٠ ، فتح الباري : ١٢ / ١٦٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي : ٦ / ٤٠٢ ح ٧ ، تفسير القرطبي : ٦ / ١٣٧ ، صحيح مسلم : ٣ / ١٣٠٣ ح ١٣٧٧ ، السّنن الكبرى : ٢ / ٢٨٤ ح ٣٤٤٧ ، مجمع الزّوائد : ٧ / ٢٩٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٣ / ١٤٦.
ومن سنّ القتل : هو قابيل ، الكفل بالكسر : النّصيب كما جاء في النّهاية في غريب الحديث : ٤ / ١٩٢.