و (إِذَا) : ظرف ليضر ، ويبعد ان يكون ظرفا لضلّ ؛ لأن المعنى لا يصحّ معه.
١٠٦ ـ (شَهادَةُ بَيْنِكُمْ) : يقرأ برفع الشهادة وإضافتها إلى بينكم. والرفع على الابتداء ، والإضافة هنا إلى بين على أن تجعل «بين» مفعولا به على السّعة ، والخبر (اثْنانِ). والتقدير : شهادة اثنين.
وقيل التقدير : ذوا شهادة بينكم اثنان ، فحذف المضاف الأوّل ؛ فعلى هذا يكون (إِذا حَضَرَ) ظرفا للشهادة.
وأما (حِينَ الْوَصِيَّةِ) ففيه على هذا ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو ظرف للموت.
والثاني ـ ظرف لحضر ؛ وجاز ذلك إذ كان المعنى حضر أسباب الموت.
والثالث ـ أن يكون بدلا من إذا.
وقيل : شهادة بينكم مبتدأ ، وخبره إذا حضر ، و «حين» على الوجوه الثلاثة في الإعراب.
وقيل : خبر الشهادة حين ، وإذا ظرف للشهادة ، ولا يجوز أن يكون (إِذا) خبرا للشهادة وحين ظرفا لها ؛ إذ في ذلك الفصل بين المصدر وصلته بخبره. ولا يجوز أن تعمل الوصية في «إذا» ؛ لأنّ المصدر لا يعمل فيما قبله ، ولا المضاف إليه في الإعراب يعمل فيما قبله. وإذا جعلت الظرف خبرا عن الشهادة فائنان خبر مبتدأ محذوف : أي الشاهدان اثنان.
وقيل : الشهادة مبتدأ ، وإذا وحين غير خبرين ؛ بل هما على ما ذكرنا من الظرفية ، واثنان فاعل شهادة ، وأغنى الفاعل عن خبر المبتدأ.
و (ذَوا عَدْلٍ) : صفة لاثنين ، وكذلك «منكم».
(أَوْ آخَرانِ) : معطوف على اثنان.
و (مِنْ غَيْرِكُمْ) : صفة لآخران.
و (إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) : معترض بين آخران وبين صفته ، وهو (تَحْبِسُونَهُما) ؛ أي أو آخران من غيركم محبوسان.
و (مِنْ بَعْدِ) : متعلق بتحبسون ، وأنتم مرفوع بأنه فاعل فعل محذوف ؛ لأنه واقع بعد إن الشرطية ، فلا يرتفع بالابتداء. والتقدير : إن ضربتم ؛ فلما حذف الفعل وجب أن يفصل الضمير فيصير أنتم ليقوم بنفسه ، وضربتم تفسير للفعل المحذوف لا موضع له.
(فَيُقْسِمانِ) : جملة معطوفة على تحبسونهما.
و (إِنِ ارْتَبْتُمْ) : معترض بين يقسمان وجوابه ، وهو (لا نَشْتَرِي) ، وجواب الشرط محذوف في الموضعين اغنى عنه معنى الكلام.
والتقدير : إن ارتبتم فاحبسوهما ، أو فحلفوهما ، وإن ضربتم في الأرض فأشهدوا اثنين.
و (لا نَشْتَرِي) : جواب يقسمان ؛ لأنه يقوم مقام اليمين.
والهاء في (بِهِ) تعود إلى الله تعالى ؛ أو على القسم ، أو اليمين ، أو الحلف ؛ أو على تحريف الشهادة ، أو على الشهادة لأنها قول.
و (ثَمَناً) : مفعول نشتري ، ولا حذف فيه ، لأن الثمن يشتري كما يشتري به.
وقيل : التقدير : ذا ثمن.
(وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) : أي ولو كان المشهود له ...
(وَلا نَكْتُمُ) : معطوف على لا نشتري.
وأضاف الشهادة إلى الله ؛ لأنه أمر بها ، فصارت له. ويقرأ شهادة ـ بالتنوين ، والله بقطع الهمزة من غير مدّ ، وبكسر الهاء على أنه جرّه بحرف القسم محذوفا ، وقطع الهمزة تنبيها على ذلك.
وقيل : قطعها عوض من حرف القسم.
ويقرأ كذلك إلّا أنه بوصل الهمزة ، والجرّ على القسم من غير تعويض ولا تنبيه.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بقطع الهمزة ومدّها ، والهمزة على هذا عوض من حرف القسم.
ويقرأ بتنوين الشهادة ووصل الهمزة ، ونصب اسم الله من غير مدّ على أنه منصوب بفعل القسم محذوفا.
١٠٧ ـ (فَإِنْ عُثِرَ) : مصدره العثور ، ومعناه اطلع ، فأمّا مصدر عثر في مشيه ومنطقه ورأيه فالعثار.
و (عَلى أَنَّهُمَا) : في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل.
(فَآخَرانِ) : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي فالشاهدان آخران.
وقيل : فاعل فعل محذوف ؛ أي فليشهد آخران.
وقيل : هو مبتدأ ، والخبر (يَقُومانِ). وجاز الابتداء هنا بالنكرة لحصول الفائدة به.
وقيل : الخبر الأوليان ؛ وقيل : المبتدأ الأوليان ، وآخران خبر مقدّم ، ويقومان : صفة آخران إذا لم تجعله خبرا.
و (مَقامَهُما) : مصدر ، و (مِنَ الَّذِينَ) : صفة اخرى لآخران.
ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل في «يقومان».
(اسْتَحَقَ) : يقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل ، والفاعل (الْأَوْلَيانِ) ، والمفعول محذوف ؛ أي وصيتهما.
ويقرأ بضمها على ما لم يسمّ فاعله ، وفي نائب الفاعل وجهان :
أحدهما ـ ضمير الإثم ، لتقدّم ذكره في قوله (اسْتَحَقَّا إِثْماً) ؛ أي استحق عليهم الإثم.
والثاني ـ الأوليان ؛ أي إثم الأوليين.
وفي (عَلَيْهِمُ) ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هي على بابها ، كقولك : وجب عليه الإثم.
والثاني ـ هي بمعنى في ؛ أي استحق فيهم الوصية ونحوها.