.................................................................................................
______________________________________________________
وإلّا تخلّف العلم عن المعلوم أيضا فإنّ المعلوم هو الفعل بمشيئة الفاعل واختياره.
الثاني : أنّ إرادة الله ومشيئته من صفات الفعل وبها يكون الخلق وتكوين الأشياء وليست من صفات الذات ، فالعلم منه سبحانه وتعالى وإن كان عين القدرة والحياة إلّا أنّ إرادته سبحانه وتعالى التي بها يكوّن الأشياء غير العلم والقدرة.
فما كان في علمه المكنون المخزون لا يكون فيه تغيير ولا تبديل ولا محو ولا إثبات ، ويعبّر عنه باللوح المحفوظ وقضائه المحتوم ، وما لم يكن في المكنون من علمه فيجري فيه التبديل والمحو والاثبات وهو قضاء الله غير المحتوم والبداء يتبع هذا القضاء بمعنى أنّ ما جرى في قضائه غير المحتوم المعبّر عنه بلوح المحو والإثبات ، ومنه علمه الذي يظهر لملائكته ورسله وأنبيائه فإنّه قد يكون الشيء في هذا القضاء بنحو التعليق والتقدير ، فلو كان هذا مخالفا لما في قضائه المحتوم وقع فيه البداء أي تغيير وتبديل ، وذلك لعدم حصول المعلّق عليه ، أو حصول تقدير آخر ، والموجب لعدم حصوله مختلف فقد يكون تضرّع العبد وابتهاله لربّه وتوسّله بالأولياء المقرّبين لديه وتوسيط شفاعتهم عليهمالسلام كما ورد في دفع البلاء بالدعاء ورد القضاء به فعن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول : إنّ الدعاء يردّ القضاء ينقضه كما ينقض السلك وقد ابرم ابراما (١) وعن الحسن بن عليّ الوشاء عن أبي الحسن عليهالسلام قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام يقول : الدعاء يدفع البلاء النازل ما لم ينزل (٢). وغيرهما من الأخبار الواردة فى أبواب الدعاء أو أمر آخر مما ورد في ترتّب الحسنة على التوسلات والعبادات
__________________
(١) الوسائل : ج ٤ ، باب ٧ من أبواب الدعاء ، الحديث ٤ و ٨.
(٢) الوسائل : ج ٤ ، باب ٧ من أبواب الدعاء ، الحديث ٤ و ٨.