النبيّ صلىاللهعليهوآله مع ثبوت عدم تقصيره في التبليغ لمّا لم يبق طول (١) مدّة التكليف ، ولم يبيّن للناس جميع ما يحتاجون إليه تلك المدّة مع أنّ القرآن لا يظهر منه غير قليل من الأحكام ، ولم يجز للناس إلاّ الأخذ من المعلَّم من اللّه تعالى فقط ، ظهر أن لابدّ له من نائب بعده (٢) في كلّ عصر إلى آخر الدهر يقوم مقامه في هذا الأمر ، ويكون إماماً لسائر الاُمّة مفروض الطاعة عليهم (ولو رجلاً بعد رجل ، متصفاً) (٣) مثل النبيّ صلىاللهعليهوآله بجميع ما مرّ (٤) لزومه من صفات المعلّم من اللّه ، لاسيّما العلم والصدق المعهودين ، والتعيين بنصّ (٥) من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله .
وبالجملة : لابدّ من تشاركهما فيما سوى مُختصّات النبوّة ، كنزول الوحي ، ورؤية الملك ، ونحو ذلك ، وكون علم النائب بواسطة الرسول صلىاللهعليهوآله .
المقالة الثانية عشرة : في بيان أنّ مثل هذا النائب الذي ذكرناه ووصفناه منحصر في عليّ بن أبي طالب ، وذرّيّته الأئمّة الأحد عشر المعلومين صلوات اللّه عليهم أجمعين .
وها نحن نوضّح ذلك في ضمن اثني عشر فصلاً :
الفصل الأوّل : في بيان أعلميّتهم عليهمالسلام من كلّ باب ، وإحاطتهم بعلم الكتاب ، وكون كلّ واحد منهم أعلم أهل عصره من جميع الجهات بطريق علوم النبيّ صلىاللهعليهوآله ووساطته دون التمسّك بالرأي والاجتهاد ، وفيه ذكر وجوه
__________________
(١) لم يرد في «م» .
(٢) لم يرد في «م» .
(٣) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٤) في «ش» زيادة : «من» .
(٥) لم ترد في «م» .