معصوماً عن الخطأ والشك والجهل ، عالماً بالكتاب كلّه ، غير عاجز عمّا يحتاج إليه أهل عصره ، آخذاً كلّ علمه من اللّه ورسوله ؛ ضرورة أن لا اعتماد عليه ، ولا على علمه ما لم يكن كذلك قطعاً .
فظهر أنّه لابدّ أن يكون أيضاً متعيّناً من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، مختاراً باختيار اللّه ، مصطفىً من صَفوة اللّه ، مفروض الطاعة بأمر اللّه ؛ ضرورة كون تعيينه (١) من ألزم ما وجب تعليمه ، وأعظم ما تحتّم تعريفه من وجوه كثيرة تبيّن بعضها ممّا حرّرناه ، وسيتبيّن جميعها فيما سيأتي .
ولقد كفى في هذا أنّ النائب إذا كان بحيث لابدّ أن يكون مثل النبيّ صلىاللهعليهوآله أميناً من اللّه على علمه وكتابه ودينه وشريعته ، ووساطة (٢) التبليغ والتعليم ، بحيث إنّ به يتمّ تبليغ النبيّ صلىاللهعليهوآله جميع ما أنزله اللّه عليه ، فكيف يمكن أن يعرف مثل هذا بدون إعلام من اللّه ورسوله ؟ .
بل من الواضحات أنّ فرض سكوتهما عن إعلام مثل هذا الأمر العظيم ينافي ما ثبت من إكمال اللّه الدين وإتمامه النعمة ، وتبليغ النبيّ صلىاللهعليهوآله جميع ما تحتاج إليه اُمّته في زمانه .
وحينئذٍ لا يخفى ، بل لا كلام أيضاً في أنّ مثل هذا الرجل إنّما كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ثمّ الحسنين ، ثمّ التسعة المعلومين (٣) من نسل الحسين عليهمالسلام ؛ لوجوه كثيرة سنذكرها مفصّلة .
وكفى في هذا اعتراف الاُمّة جميعاً بعدم نصّ ، ولا عصمة ، ولا كمال علم في غير أهل البيت ، وأنّ كلاًّ من ذلك إن كان فهو في عليّ وذرّيته
__________________
(١) في «ن» : تعليمه ، وفي «م» : تعيّنه .
(٢) في «م» : ووساطته .
(٣) في «ش» : المعصومين ، أقول : دأب المؤلّف التعبير بالمعلومين .