وصريح الآية أنّ الامتحان إنّما هو ليتبيّن الصادق في دعوى الإيمان عن كاذبه .
وعلى هذا يلزم ـ لا محالة ـ أن يكون هؤلاء ـ ولا أقلّ بعض منهم ـ كاذبين في دعوى الإيمان ، فاعتقاد الإيمان في الجميع غلط ، والمرجع في التشخيص إلى القرائن ، فتأمّل ، حتّى يظهر لك أنّ التوجيه بدعوى اختصاص ذلك بالخوارج باطل ، محض الاعتساف (١) ، كما ينادي به ما أشرنا إليه ، وما سيأتي في المقصد الثاني ، ولا تغفل عن دوام هذا الامتحان بالنسبة إلى كلّ إمام من أهل البيت عليهمالسلام إلى أن يظهر المهدي صاحب الزمان عليهالسلام ، كما هو عند المتأمّل فيما يأتي من أحوالهم مع البصيرة كالعيان ، واللّه الهادي .
* * *
__________________
(١) العَسف بالفتح فالسكون : الأخذ على غير الطريق والظلم ، وكذلك التعسّف والاعتساف . انظر : مجمع البحرين ٥ : ١٠٠ .