ابن الفُضيل (١) ، عن أبي الحسن الكاظم عليهالسلام أنّه قال : «جاء العبّاس (٢) إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال له : انطلق بنا نبايع لك الناس ، فقال له عليّ عليهالسلام : أو تراهم فاعلين ؟ قال : نعم ، قال : فأين قول اللّه عزوجل : ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) (٣) » (٤) فقرأه إلى آخر الآيتين .
أقول : من تدبّر مع الاتّصاف بالإنصاف في مضامين أخبار الافتتان والامتحان ممّا ذكرناه وما سيأتي لاسيّما في فصول أحوال عليّ عليهالسلام وفضائله لم يبق له مجال شكّ في كون ذلك بالنسبة إلى خلافة عليّ عليهالسلام ومنازعيه فيها ؛ ضرورة انحصار ابتلائه في حكاية الخلفاء الثلاثة ، والجمل ، ومعاوية ، والخوارج . ومن الواضحات أنّ فتنة الخوارج ـ مع كونها سهلة بالنسبة إلى غيرها ـ من جزئيات فتنة معاوية .
__________________
خلاف في ذلك كلّه ، من أجلّ رواة أصحابنا ، له كتب منها : كتاب التفسير ، والشرائع ، والناسخ والمنسوخ .
انظر : الفهرست للطوسي : ١٥٢ / ٣٨٠ ، الخلاصة : ١٨٧ / ٥٥٦ ، كتاب الرجال لابن داود الحلّي : ١٣٥ / ١٠١٨ ، تنقيح المقال ٢ : ٢٦٠ / ٨١٠٢ .
(١) محمّد بن الفُضيل الأزدي الكوفي الصيرفي ، من أصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام ، قال النجاشي : إنّه روى عن الإمامين الكاظم والرضا عليهماالسلام .
انظر : رجال البرقي : ٤٨ ، رجال النجاشي : ٣٦٧ / ٩٩٥ ، رجال الطوسي : ٣٤٣ / ٥١٢٣ ، الخلاصة ٣٩٣ / ١٥٨٤ ، منتهى المقال ٦ : ١٦٠ /٢٨٢٣ .
(٢) العبّاس بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف عمّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، يكنّى أبا الفضل ، من أكابر قريش ، و إليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية ، كان من أعظم الناس عند الصحابة في صدر الإسلام ، وله في كتب الحديث ٣٥ حديثاً ، توفّي بالمدينة سنة ٣٢ هـ .
انظر : اُسد الغابة ٣ : ٦٠ / ٢٧٩٧ ، الإصابة ٢ : ٢٧٢ / ٤٥٠٧ ، الأعلام ٣ : ٢٦٢ .
(٣) سورة العنكبوت ٢٩ : ١ ـ ٢ .
(٤) تفسير القمّي ٢ : ١٤٨ .