وتفحّص السبيل الذي يكون خالياً عن الريب في كونه سبيل اللّه الموصل إلى ما أراد من عباده ؛ إذ حينئذٍ لا محالة يشمله التوفيق من اللّه عزوجل ويهديه إلى الصراط المستقيم ، كما وعد في قوله عزوجل : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) (١) .
وقال عزوجل : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) (٢) .
وقال : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) (٣) .
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ليس العلم بكثرة التعلّم ، إنّما هو نور يقذفه اللّه في قلب من يريد اللّه أن يهديه» (٤) .
وقال الصادق عليهالسلام في حديث له : «وكلّما ارتفع حجاب ازداد نوراً ، فيقوى الإيمان ويتكامل إلى أن ينبسط نوره فينشرح صدره ، ويطّلع على حقائق الأشياء ، [وتجلّى له الغيوب (٥) ] ، ويعرف كلّ شيء في موضعه ، فيظهر له صدق الأنبياء عليهمالسلام في جميع ما أخبروا عنه» (٦) .
وفي الحديث : «من علم وعمل بما علم ورّثه اللّه علم ما لم يعلم» (٧) .
__________________
(١) سورة العنكبوت ٢٩ : ٦٩ .
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٥٧ .
(٣) سورة الأنعام ٦ : ١٢٢ .
(٤) منية المريد : ١٦٧ عن الصادق عليهالسلام ، وفي بحار الأنوار ٧٠ : ١٤٠ من دون نسبة بتفاوت يسير .
(٥) ما بين المعقوفين من المصدر .
(٦) أورده المجلسي في بحار الأنوار ٧٠ : ١٤٠ من دون نسبة .
(٧) الفصول المختارة : (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج٢ ) ١٠٧ ، حلية الأولياء ١٠ : ١٥ ، إحياء علوم الدين ١ : ٧١ ، بحار الأنوار ٤٠ : ١٢٨ بتفاوت يسير .