وفيه : «إنّ الإيمان ليبدو لمعة بيضاء ، فإذا عمل العبد الصالحات نما وزاد حتّى يبيضّ القلب كلّه ، وإنّ النفاق ليبدو نكتة سوداء ، فإذا انتهكت الحرمات زادت حتّى يسودّ القلب كلّه ، فيطبع على قلبه ، فذلك الختم» (١) .
وفيه أيضاً : «الخشية ميزان (٢) العلم ، والعمل (٣) شعاع المعرفة وقلب الإيمان ، ومن حرم الخشية لا يكون عالماً ، وإن (شقّ العلم في مشابهات) (٤) العلم ، قال اللّه تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (٥) » (٦) .
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام في وصيّته لابنه الحسن عليهالسلام : «دع القول فيما لا تعرف ، والخطاب فيما لا تكلّف ، وأمسك عن طريق إذا خِفت ضلالته . . .» .
وقال أيضاً : «وليكن طلبك بتفهّم وتعلّم لا بتورّط الشبهات وغلوّ الخصومات ، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك ، والرغبة إليه في توفيقك ، وترك كلّ شائبة أولَجَتْك في شبهة ، واستسلمتك إلى ضلالة» ، ثمّ قال : «ليس طالب الدين من خبط وخلط» ، وقال : «يا بنيّ ، إنّ أحبّ ما أنت آخذّ به إليّ من وصيّتي تقوى اللّه ، والاقتصار على ما فرض اللّه عليك ، والأخذ بما مضى عليه الأوّلون من آبائك ، والصالحون من أهل بيتك فإنّهم
__________________
(١) لم نعثر على نصّه ، وانظر : المصنّف لابن أبي شيبة ١١ : ١١ / ١٠٣٧٠ ، عن الإمام عليّ عليهالسلام .
(٢) في المصدر : «ميراث» .
(٣) في المصدر : «العلم» .
(٤) ما بين القوسين في المصدر هكذا : «يشق الشعر بمتشابهات» .
(٥) سورة فاطر ٣٥ : ٢٨ .
(٦) مصباح الشريعة : ٢٠ ، وأورده المجلسي في بحار الأنوار ٢ : ٥٢ / ١٨ ، وفيهما بتفاوت .