وقال : ( أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) (١) .
وقال : ( أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٢) ، الآيات وغيرها .
وستأتي الأخبار في محالّها مع كلامٍ شافٍ) (٣) في ذلك في الختام أيضاً ، مع أنّ اللعن لغةً هو : الطرد والإبعاد عن رحمة اللّه ، ويقرب منه معنى السخط والغضب .
وما تشبّثوا به في ذلك من بعض الأخبار ـ كقوله صلىاللهعليهوآله : «لا ينبغي للصدّيق أن يكون لعّاناً» (٤) ، وقوله : «ليس المؤمن بالطعّان واللعّان ، ولا الفاحش ولا البذي» (٥) وكذا أمثالهما ـ ليس من هذا الباب ولا مدخل له في محلّ النزاع ؛ إذ الظاهر أنّ المراد المنع عمّا هو العادة المستمرّة بين الأعراب ، بل مطلق العرب في محاوراتهم ومخاطباتهم مع أكثر الناس ، من إكثار اللعن واتّخاذه خلقاً وعادةً ، وجعله جزءاً لكلّ جملة من الكلام ، حيث يقولون في مفتتح كلّ كلام : يا ملعون كذا ، يا مشؤوم كذا ، يا ملعون الأب كذا ، ونحو ذلك .
وبالجملة : كلّ ما ذكروه من الأخبار في هذا المقام معارض بأقوى منه سنداً ودلالةً من الآيات والأخبار وغيرها ، كما سيأتي في محلّه ، بل غير
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٨٧ .
(٢) سورة هود ١١ : ١٨ .
(٣) ما بين القوسين في «م» : ما سيأتي ، وفي «ن» مع كل ، وما اثبتناه من نسخة «ش» .
(٤) صحيح مسلم ٤ : ٢٠٠٥ / ٢٥٩٧ ، شرح السنة ٧ : ٣٦٥ / ٣٥٥٤ ، مصابيح السنة ٣ : ٣١٩ / ٣٧٤٨ ، الفردوس ٥ : ١٣٦ / ٧٧٣٥ .
(٥) الأدب المفرد : ١١٧ / ٣١٣ و١٢٢ / ٣٣٣ ، سنن الترمذي ٤ : ٣٥٠ / ١٩٧٧ ، حلية الأولياء ٤ : ٢٣٥ ، مسند أبي يعلى الموصلي ٩ : ٢٠ / ١٢٢ ، المستدرك للحاكم ١ : ١٢ ، تاريخ بغداد ٥ : ٣٣٩ .