وقوله تعالى : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) (١) .
ومنها : قوله عزوجل : ( يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ) إلى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ) (٢) .
أقول : سيأتي في الفصل الخامس من المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل وفي الخاتمة عند بيان آية بيعة الشجرة ، أنّها كانت مشروطة بعدم الفرار ، وإليه أشار سبحانه حيث قال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) (٣) .
وعلى هذا ، من فرّ بعد ذلك فليس ممّن رضي اللّه عنه ، بل هو من جملة المعاتَبين بما مرّ آنفاً من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ ) الآية .
ومنها : قوله تعالى : ( لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ) (٤) .
وقوله تعالى : ( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ) إلى قوله سبحانه :
__________________
(١) سورة محمد (ص) ٤٧ : ٢٩ ـ ٣٠ .
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ١٣ ـ ١٥ .
(٣) سورة الفتح ٤٨ : ١٠ .
(٤) سورة محمد (ص) ٤٧ : ٢٠ .