يدركك الموت وأنت على ذلك» (١) .
أقول : اعلم أوّلاً : أنّ المعلوم من العبارة أنّ مراد حذيفة كان السؤال عن الخير والشرّ بحسب الدين ، وما يعمّ شموله بيضة الإسلام وعامّة المسلمين ، ومن المعلوم المسلّم أيضاً بحيث لا يمكن إنكاره أنّ ما وقع من رجوع الخلافة إلى عليّ عليهالسلام كان خيراً ؛ ضرورة كونه عليهالسلام قابلاً من كلّ جهة بالاتّفاق ، ووجود الدخن فيه أيضاً ظاهر ، وهو خروج الخارجين عليه ، وفتنة الناكثين والقاسطين والمارقين .
وكيف لا ! ؟ وقد تحيّر عند ذلك جمع من الصحابة ، وضلّ جماعة من رؤسائهم ، فأضلّوا كثيراً ، بحيث بقي الضلال إلى اليوم ، كما هو شأن القائلين بحسن حال أهل الجمل وصفّين وإن حكموا بكونهم مخطئين .
وعلى هذا ، فلا شكّ في أنّ الشرّ الذي بعده هو تسلّط بني اُميّة وبني العباس وسائر الدول الظالمة .
هذا ، مع وضوح ما صدر منهم من الجور والفسوق والفضائح ، وترك السُّنّة ، وترويج البدع ، كما يأتي ذكر بعض منها ، ومع كثرة الأخبار جدّاً ـ التي منها ما مرّ ويأتي ـ بل تواترها (في كمال جلال شأن عليّ عليهالسلام (وحقّانيّته) (٢) ، ووجوب حبّه ومتابعته ، بل كون زمام الاُمّة بيده ، وفي شرّ حال أصحاب صفات) (٣) كانت ظاهرة في هؤلاء القوم وأشياعهم ، بل بعض الأخبار صريحة فيهم ، كما أنّ كثيراً منها شاملة لهم ، ومع إشعار ما في آخر
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ : ٢٤٢ ، و٩ : ٦٥ ، صحيح مسلم ٣ : ١٤٧٥ / ١٨٤٧ ، مشكاة المصابيح ٢ : ٣٤٤ / ٥٣٨٢ وفيها بتفاوت يسير .
(٢) ما بين القوسين أثبتناه من «ن» .
(٣) بدل ما بين القوسين في «م» هكذا : كما في جلال شأن عليّ عليهالسلام و . . . ووجوب حبّه ومتابعته ، بل كون زمام الإمامة بيده وفي شرح حال أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .