عيّاش (١) قال : سمعت حريزاً يقول : هذا الذي يرويه الناس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنّه قال لعليّ عليهالسلام : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» حقٌّ ، ولكن أخطأ السامع ، إنّما هو : أنت منّي بمنزلة قارون من موسى ، فقلت له : عمّن ترويه ؟ قال : سمعت أنا الوليد بن عبد الملك (٢) يقوله على المنبر (٣) .
ونقل عن واصل بن عطاء (٤) ـ مولى بني مخزوم ، من أكابر علماء المعتزلة بالبصرة ـ عقائد منها : أنّه كان يجيز قراءة القرآن بالمعنى ؛ لأنّه كان يبدّل الراء بالغين ولم يقدر على إفصاحه ، فقيل له يوماً في مجلس الخليفة : اقرأ أوّل سورة البراءة ، فقال على البديهة : عهد من اللّه ونبيّه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا في البسيطة هلالين وهلالين (٥) .
__________________
(١) إسماعيل بن عيّاش بن سليم العنسي ، يكنّى أبا عتبة ، عالم الشام ومحدّثها في عصره ، قال عثمان بن صالح : كان أهل حمص ينتقصون عليّاً عليهالسلام ، حتّى نشأ فيهم إسماعيل بن عيّاش ، فحدّثهم بفضائل عليّ عليهالسلام ، فكفّوا عن ذلك .
وفي ولادته عدّة أقوال ، منها : أ نّه ولد سنة ١٠٢ هـ ، ومات سنة ١٨١ هـ .
انظر : الجرح والتعديل ٢ : ١٩١ / ٦٥٠ ، كتاب المجروحين ١ : ١٢٤ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٣١٢ / ٨٣ ، تهذيب التهذيب ١ : ٢٨٠ / ٥٨٤ .
(٢) الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الاُموي ، يكنّى أبا العباس ، من حكّام الدولة الاُمويّة في الشام ، مات في جُمادى الآخرة سنة ٩٦ هـ .
انظر : تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٨٣ ، مروج الذهب ٣ : ١٥٦ ، المنتظم ٦ : ٢٦٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٤٧ / ١٢٠ .
(٣) تاريخ بغداد ٨ : ٢٦٨ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٦١ ـ ١٧٠) : ١٢٢ .
(٤) واصل بن عطاء المعتزلي ، يكنّى أبا حذيفة ، المعروف بالغزّال ؛ يلقّب بذلك لأ نّه كان يلازم الغزّالين ليعرف المتعفّفات من النساء ، وهو رأس المعتزلة ، وأحد الأئمّة المتكلّمين في علم الكلام ، وله كتب منها : أصناف المرجئة ، ومعاني القرآن ، والمنزلة بين المنزلتين ، ولد سنة ٨٠ هـ ، ومات سنة ١٣١ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٦ : ٧ / ٧٦٨ ، وتاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ٥٥٨ ، وسير أعلام النبلاء ٥ : ٤٦٤ / ٢١٠ ، ولسان الميزان ٧ : ٣٠٨ / ٩٠٦٨ .
(٥) تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ٨٥٩ .