ونقل عن الشعبي (١) بعد ما مدحه بالعلم الغزير ومدائح عظيمة : أنّه كان صاحباً لعبد الملك بن مروان ، وأنّه أرسله حاجباً إلى الروم ، وكذا صار صاحباً للحجّاج (٢) ، وأنّه كان يكرمه ويعطيه ويسأله ، وجعله عريفاً على الشعبيّين ، وفرض له العطاء ، وأنّه خرج بعد هذا مع محمّد بن الأشعث (٣)
__________________
(١) هو عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار ، يكنّى أبا عمرو ، يُنسب إلى شعب بطن من همدان ، يُعدّ من كبار التابعين ، وكان فقيهاً شاعراً ، وقاضياً على الكوفة ، وحكي عنه أ نّه قال : أدركت خمسمائة من الصحابة ، ورأى عليّاً عليهالسلام وصلّى خلفه ، كان ممّن خرج مع القرّاء على الحجّاج لظلمه ، ثمّ اختفى زماناً ، اتّصل بعبد الملك بن مروان ، فكان نديمه ورسوله إلى ملك الروم ، وممّن روى عن عليّ عليهالسلام ، وعبداللّه ابن عباس ، وجابر بن عبداللّه ، وغيرهم .
واختلف في ولادته ووفاته على أقوال ، منها : أنّه ولد في فترة خلافة عمر ، ومات سنة ١٠٣ هـ .
انظر : الكنى والألقاب ٢ : ٣٢٧ ، الطبقات لابن سعد ٦ : ٢٤٦ ، تاريخ بغداد ١٢ : ٢٢٧ / ٦٦٨٠ ، وفيات الأعيان ٣ : ١٢ / ٣١٧ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٢٩٤ / ١١٣ .
(٢) هو الحجّاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي ، يكنّى أبا محمّد ، وولّى عبدالملك الحجاج الحرمين مدّة ، ثمّ استقدمه فولاّه الكوفة ، وجمع له العراقين ، فسار بالناس سيرة جائرة ؛ كان ظلوماً ، جبّاراً ، ناصبيّاً ، سفّاكاً للدماء ، ورمى الكعبة بالمنجنيق ، ويحكى عن الشعبي أنّه قال : لو أخرجت كلّ اُمّة خبيثها وفاسقها وأخرجنا الحجاج بمقابلتهم لغلبناهم ، هلك سنة ٩٥ هـ .
انظر : مروج الذهب ٣ : ١٢٥ ، المنتظم ٦ : ٣٣٦ / ٥٣٣ ، و٧ : ٣ ، وفيات الأعيان ٢ : ٢٩ / ١٤٩ ، تاريخ الإسلام (حوادث ٨١ ـ ١٠٠) : ٣١٤ / ٢٣٣ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٤٣ / ١١٧ ، تهذيب التهذيب ٢ : ١٨٤ / ٣٨٨ .
(٣) هو محمّد بن الأشعث بن قيس الكِندي الكوفي، يكنّى أبا القاسم.
روى عنه الشعبي ، ومجاهد ، والزهري ، وغيرهم ، وهو ممّن شرك في دم الحسين بن علي عليهماالسلام في كربلاء ، وأيضاً نقل الكليني رحمهالله فيالكافي ٨ : ١٦٧ / ١٨٧ عن أبي عبداللّه عليهالسلام : «أنّ الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين عليهالسلام ، وابنته جعدة سمّت الحسن عليهالسلام ، ومحمّد ابنه شرك في دم الحسين عليهالسلام » كان هلاكه في سنة ٦٧ هـ .