ـ قاتل الحسين عليهالسلام ـ على الحجّاج ، وكان معه حتّى انكسروا وانهزم ، ثمّ صار كاتباً لوالٍ من ولاة الحجّاج ، فأراد الحجّاج قتله ، ثمّ جاز عن ذلك ، ثمّ تولّى القضاء من طرف بعض ولاة بني اُميّة (١) .
ونقل في تاريخ الإسلام وغيره : عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (٢) بعد ما مدحه بالعلم والكمال والتوثيق أنّه قدم العراق فأكرمه الرشيد وبرّه وأعطاه فسأله عن الغناء فأفتى بتحليله ، ثمّ تولّى القضاء وبيت المال في بغداد ، وقال : إنّه كان يستمع الغناء واللعب والمعازف ، حتّى أنّه جاءه رجل ليسمع منه الحديث فسمعه يغنّي ، فعاتبه على ذلك ، فغضب فحلف أنّه لا يحدّث أحداً بحديث إلاّ أن يغنّي قبله ، فاشتهر ذلك منه إلى أن وصل هارون ، فدعاه وسأله عن حديث المخزوميّة التي قطعها النبيّ صلىاللهعليهوآله في السرقة فدعا بعـود ، فقال الرشيد : أعود البخور ؟ فقال : لا ، ولكن عود الطرب ، فتبسّم ، ففهمها إبراهيم بن سعد ، فقال : لعلّه بلغك يا أمير المؤمنين ، حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت ؟ قال : نعم ، ودعا له الرشيد بعود فغنّاه بهذا البيت :
__________________
انظر : تاريخ مدينة دمشق ٥٢ : ١٢٤ / ٦١١٢ ، تاريخ الإسلام (حوادث ٦١ ـ ٨٠) : ٢٢١ / ٨٩ ، الإصابة ٣ : ٥٠٩ / ٨٥٠٢ .
(١) انظر : تاريخ حوادث الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) : ١٢٤ ـ ١٢٩ بتصرّف .
(٢) يكّنى أبا إسحاق القرشيّ ، كان من أكثر أهل المدينة حديثاً في زمانه ، ولي بيتَ المال ببغداد ، وهو ممّن يترخّص في الغناء على عادة أهل المدينة ، وقاضي المدينة ، ولد سنة ١٠٨ هـ ، ومات سنة ١٨٣ هـ ، وقيل : سنة ١٨٤ هـ .
انظر : تاريخ بغداد ٦ : ٨١ / ٣١١٩ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٣٠٤ / ٨١ ، تهذيب التهذيب ١ : ١٠٥ / ٢١٦ .