من أشدّ أعادي عليّ عليهالسلام ، وهذه الصفات منه مشهورة .
نقل صاحب كتاب تاريخ الإسلام ، والحافظ أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء بإسنادهما عن عيسى بن يونس ، قال : سمعت الأعمش يقول : كان أنس بن مالك يمرّ بي طرفي النهار فأقول : لا أسمع منك حديثاً ، خدمت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ثمّ جئت إلى الحجّاج وعاشرته حتّى ولاّك (١) .
ونقل صاحب كتاب الاستيعاب أبو عمرو بن عبد البرّ في كتابه : أنّ الأشعث بن قيس الكندي (٢) أسلم في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ ارتدّ بعده ، فأسره أبو بكر فرجع إلى الإسلام ، وزوّجه أبو بكر اُخته أُمّ فروة ، فولدت منه محمّد بن الأشعث الذي قاتل الحسين عليهالسلام (٣) .
وعن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : «أنّ الأشعث كان من مشاوري ابن ملجم (٤) في قتل عليّ عليهالسلام ، وسمّت جعدة (٥) ـ بنته ـ الحسن عليهالسلام ،
__________________
(١) حلية الأولياء ٥ : ٥٣ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٤١ ـ ١٦٠) : ١٦٦ .
(٢) هو الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية ، يكنّى أبا محمّد ، كان في الجاهلية رئيساً في كِندة ، وفي الإسلام كان وجيهاً في قومه ، وكان ممّن ألزم الإمام علي عليهالسلام بالتحكيم ، هلك سنة ٤٢ هـ ، وقيل : ٤٠ هـ .
انظر : الاستيعاب ١ : ١٣٣ / ١٣٥ ، اُسد الغابة ١ : ١١٨ / ١٨٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٣٧ / ٨ ، تهذيب التهذيب ١ : ٣١٣ / ٦٥٣ .
(٣) الاستيعاب ١ : ١٣٣ / ١٣٥ بتصرّف .
(٤) هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي ، يكفي في كفره وخبثه ما قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : «يا عليّ ، من أشقى الأوّلين والآخرين ؟ قال : اللّه ورسوله أعلم ، قال : أشقى الأوّلين عاقر الناقة ، وأشقى الآخرين قاتلك» ، هلك سنة ٤٠ هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٣ : ٣٣ ، لسان الميزان ٤ : ٣١٢ / ٥١١٣ .
(٥) جَعْدة بنت الأشعث بن قيس الكندي زوجة الإمام الحسن عليهالسلام ، أرسل لها معاوية السمَّ لقتل الإمام عليهالسلام ، ووعدها بمال وافر وبتزويجها من ابنه يزيد ولم يفِ لها .
انظر : المعارف : ٢١٢ ، مروج الذهب ٢ : ٤٢٧ ، المنتظم ٥ : ٢٢٦ ، تراجم أعلام النساء ١ : ٣٨٦ .