الشجرة ، وأنّه كان الأمير على الجيش القادمين من مصر إلى المدينة الذين حصروا عثمان وقتلوه (١) .
ونقل فيه عن عائشة: أنّها قالت: ما من أحد من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أشاءُ أن أقول فيه إلاّ قلت ، إلاّ عمّار بن ياسر (٢) ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : «ملىء عمّار إيماناً (٣) حتّى أخمص قدميه» (٤) .
ثمّ نقل : أنّ غلمان عثمان ضربوه بأمر عثمان ضرباً انفتق له فتق في بطنه ، وكسروا ضلعاً من أضلاعه (٥) .
ونقل فيه ما نقله ابن الجوزي أيضاً عن ابن عباس : أنّه دخل على عمرو بن العاص في مرضه ، فقال له : كيف أصبحت؟ فقال له : أصبحت وقد أصلحت من دنياي قليلاً ، وأفسدت من ديني كثيراً ، فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت ، والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفزت ، ولو كان ينفعني الطلب لطلبت ، ولو كان ينجيني الهرب لهربت ، فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض ، لا أرقى بيدين ، ولا أهبط برجلين (٦) .
ونقل أيضاً : أنّه لمّا حضرته الوفاة بكى ، فقال له ابنه : أتبكي جزعاً
__________________
(١) الاستيعاب ٢ : ٨٤٠ / ١٤٣٧ .
(٢) هو عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة ، يكّنى أبا اليقظان ، واُمّه سميّة ، وهي أوّل من استشهد في سبيل اللّه ، هو وأبوه واُمّه من السابقين الأوّلين إلى الإسلام .
كان عمّار من أجلاء أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام ، ووردت في مدحه وجلالته روايات كثيرة ، استشهد في صفّين سنة ٣٧ هـ .
انظر : أعيان الشيعة ٨ : ٣٧٢ ، تنقيح المقال ٢ : ٣٢٠ / ٨٥٩٨ ، الاستيعاب ٣ : ١١٣٥ / ١٨٦٣ ، اُسد الغابة ٣ : ٦٢٦ / ٣٧٩٨ ، سير أعلام النبلاء ١ : ٤٠٦ / ٨٤ .
(٣) في النسخ كلمة ايماناً مكرر .
(٤ و٥) الاستيعاب ٣ : ١١٣٦ ـ ١١٣٧ .
(٦) الاستيعاب ٣ : ١١٨٩ ، المنتظم ٥ : ١٩٩ بتفاوت .