من الموت؟ فقال : لا واللّه ، ولكن لما بعد الموت ، ثمّ قال : إذا متّ شدّوا عليّ إزاري فإنّي مخاصم (١) ، الخبر .
ونقل فيه عن عمرو بن الحمق (٢) : أنّه كان من كبار الصحابة ، حافظاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أخباراً ، وروى عنه جماعة ، ونقل أنّه من الأربعة الذين دخلوا على عثمان داره لقتله ، وأنّه كان من شيعة عليّ عليهالسلام وشهد مشاهده كلّها ، إلى أن حكى حكاية زياد (٣) ، وأنّه أرسل رأسه إلى معاوية ، وكان أوّل رأس حُمل في الإسلام من بلد إلى بلد (٤) .
وسيأتي في بيان جلالة شأن عمرو هذا في المقالة السادسة من المقصد الثاني .
ونقل فيه عن عامر بن واثلة (٥) : أنّه آخر من مات ممّن رأى
__________________
(١) الاستيعاب ٣ : ١١٩٠ .
(٢) هو عمرو بن الحَمِق بن الكاهن بن حبيب الخزاعي ، من أصحاب أمير المؤمنين والحسن عليهماالسلام ، وقد وردت فيه أخبار دالّة على غاية جلالته ، ويكفي في عظم قدره ما أشار إليه المؤلف ، مات سنة ٥٠ هـ .
انظر : تنقيح المقال ٢ : ٣٢٨ / ٨٦٨٦ ، اُسد الغابة ٣ : ٧١٤ / ٣٩٠٦ .
(٣) هو زياد بن أبيه ، ابن سميّة التي كانت بغيّاً ، ولم يعرف أباه حتّى جاء معاوية فادّعاه ونسبه إلى أبي سفيان ، فمال إليه ، وولاه البصرة ، ثمّ الكوفة ، فكان يتتبَّع شيعة علي عليهالسلام ويقتلهم كحجر بن عدي وجماعته ؛ فدعا عليه الإمام الحسن عليهالسلام فأصابه الطاعون ، ومات سنة ٥٣ هـ بالكوفة .
انظر : مروج الذهب ٣ / ٢٦ ، الاستيعاب ٢ : ٥٢٣ / ٨٢٥ ، تاريخ مدينة دمشق ١٩ : ١٦٢ / ٢٣٠٩ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٤٩٤ / ١١٢ ، الأعلام للزركلي ٣ : ٥٣ .
(٤) الاستيعاب ٣ : ١١٧٣ ـ ١١٧٤ / ١٩٠٩ ، وفيه : ثمّ صار من شيعة علي عليهالسلام .
(٥) هو عامر بن واثلة بن عبداللّه بن عمير الكناني ، يكنّى أبا الطفيل ، اشتهر بكنيته ، كان من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين والحسن والسجّاد عليهمالسلام، أدرك من حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ثماني سنين ، وهو من المحبّين لعليّ عليهالسلام ، وشهد معه المشاهد كلّها ،