النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأنّه كان ثقةً مأموناً ، ثمّ ذكر أنّه قدم على معاوية ، فقال له : كيف وجدك على خليلك أبي الحسن عليهالسلام ؟ فقال : كوجد اُم موسى على موسى عليهالسلام ، وأشكو إلى اللّه التقصير ، فقال له : كنت فيمن حضر قتل عثمان ؟ قال : لا ، ولكنّي كنت فيمن حصره ، فقال : وما منعك عن نصره؟ قال : وأنت ما منعك عن نصره إذ تربّصت به ريب المنون ، وكنتَ في أهل الشام ، وكلّهم تابع لك فيما تريد ؟ فقال معاوية : أوَ ما ترى طلبي بدمه نصرةً له ؟ قال : ولكن كما قال أخو بني فلان :
لألفيَنَّك بعدَ المَوتِ تَندِبُني |
|
وَفي حَياتي مَا زَوّدْتَني زَادَا (١) (٢) |
ونقل فيه عن معاوية : أنّه كان يكتب كلّ ما ينزل به من المعضلات إلى بعض الناس سرّاً ليسأل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فلمّا بلغه قتل عليّ عليهالسلام ، قال : ذهب الفقه والعلم بموت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال له عتبة (٣) أخوه : لا يسمع منك هذا أهل الشام ، فقال : دعني عنك (٤) .
__________________
سكن الكوفة ثمّ انتقل إلى مكة ، ولد عام اُحد ، ومات سنة ١٠٠ هـ ، وقيل : سنة ١١٠ .
انظر: تنقيح المقال ٢: ١١٧ / ٦٠٦ ، الاستيعاب ٢: ٧٩٨ / ١٣٤٤، اُسد الغابة ٣:٤١ / ٢٧٤٥.
(١) أورده ابن بكار في الأخبار الموفّقيات : ١٣٩ ، وفيه : (لا ألفينّك . . . زادي) بدل (لألفينك . . . زادا) ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ٤ : ١٦٩٧ وفيه : (لا ألفينّك) بدل (لألفيّنك) وفيهما غير منسوب لأحد .
(٢) الاستيعاب ٤ : ١٦٩٦ ـ ١٦٩٧ .
(٣) هو عتبة بن أبي سفيان ، أخو معاوية يكنّى أبا الوليد ، ولاّه عمر بن الخطاب الطائف ، وشهد صفّين مع أخيه معاوية ، والحكمين بدومة الجندل ، ومع عائشة في الجمل فذهبت عينه يومئذ ، ولمّا مات عمرو بن العاص ولاّه معاوية مصر ، وأقام عليها ، سنة ، مات سنة ٤٤ هـ ، وقيل : سنة ٤٣ هـ .
انظر: الاستيعاب ٣ : ١٠٢٥ / ١٧٦٢ ، اُسد الغابة ٣ : ٤٥٦ / ٣٥٤٠ ، تاريخ الإسلام (عهد معاوية ٤١ ـ ٦٠) : ٧٩ .
(٤) الاستيعاب ٣ : ١١٠٨ ، ١١١٠ ، ١١١١ .