ينتقص عليّاً عليهالسلام ، فقال : يا بنيّ ، إيّاك والعودة إلى ذلك ، فإنّ بني مروان شتموه ستّين سنة فلم يزده اللّه بذلك إلاّ رفعة ، وإنّ الدين لم يبن شيئاً فهدمته [الدنيا (١) ] ، والدنيا لم تبن شيئاً إلاّ عادت على ما بنت فهدمته (٢) .
ونقل فيه عن عقيل بن أبي طالب رحمهالله (٣) : أنّه لمّا ذهب إلى معاوية غاضباً على أخيه عليّ عليهالسلام ، قال معاوية يوماً بحضرته : هذا أبو يزيد لولا علمه أنّي خير له من أخيه لما أقام عندنا وتركه ، فقال عقيل : أخي خير لي في ديني ، وأنت خير لي في دنياي ، وقد آثرت دنياي ، وأسأل اللّه خاتمة خير (٤) .
ونقل فيه عن فضالة بن عبيد (٥) : أنّه شهد اُحداً وسائر المشاهد كلّها ، ثمّ ذهب إلى الشام وصار قاضياً لمعاوية حتّى مات بها ، وأنّه لمّا مات حمل معاوية جنازته ، وأنّ أبا الدرداء لمّا حضرته الوفاة قال له معاوية : من ترى لهذا الأمر؟ فقال : فضالة بن عبيد ، فولاّه معاوية القضاء ، وكان قاضيه في
__________________
(١) زيادة من المصدر يقتضيها السياق .
(٢) الاستيعاب ٣ : ١١١٨ .
(٣) عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، يكنّى أبا يزيد ، اُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وهو ابن عمّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وأخو عليّ عليهالسلام وجعفر عليه الرحمة لأبويهما ، وهو أكبرهما ، وكان عالماً بأنساب العرب فصيحاً لطيف الطبع وحسن المجاورة ، روى الفريقان ما قال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّي اُحبّك حبّين : حبّاً لقرابتك ، وحبّاً لما كنتُ أعلم من حبّ عمّي إيّاك» ، توفّي في خلافة معاوية .
انظر : تنقيح المقال ٢ : ٢٥٥ / ٨٠٠٩ ، الاستيعاب ٣ : ١٩٧٨ / ١٨٣٤ ، اُسد الغابة ٣ : ٥٦٠ / ٣٧٢٦ ، سير أعلام النبلاء ١ : ٢١٨ / ٣٥ .
(٤) الاستيعاب ٣ : ١٠٧٩ .
(٥) فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس بن صهيب ، يكنّى أبا محمّد ، صاحب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وكان من كبار القرّاء ، وله عدّة أحاديث .
واختلف في وفاته على أقوال ، منها : أنّه مات سنة ٥٣ هـ .
انظر : الاستيعاب ٣ : ١٢٦٢ / ٢٠٨٠ ، اُسد الغابة ٤ : ٦٣ / ٤٢٢٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١١٣ / ٢٣ ، تهذيب التهذيب ٨ : ٢٤١ .