عفّان لاُمّه ، وأنّه كان مجاهراً في الفسوق شارب الخمور ، وأنّ فيه وفي عليّ عليهالسلام نزلت : ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ) (١) ، وأن عثمان جعله والياً على الكوفة إلى أن جلده عليّ عليهالسلام؛ حيث شرب الخمر فسكر ، فصلّى بالناس في مسجد الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ، ثمّ قال لهم : أأزيدكم؟ ثمّ صار من أصحاب معاوية وكان يحرّضه على حرب عليّ عليهالسلام ويغريه ، ولمّا صار الحرب انعزل عنهما وقال : فربّ حريص محروم .
قال صاحب الكتاب : وله أخبار فيها بشاعة تدلّ على سوء حاله وقبح أفعاله ، ثمّ قال : ومن أنكر صدور ما صدر منه ، فكلامه غير صحيح عند أهل العلم ، ومحض الاعتساف .
ومن الغرائب أنّه نقل : أنّ عثمان عزل سعداً عن الكوفة وولاّها الوليد ، فلمّا قدم على سعد ، قال سعد : واللّه ، ما أدري أكسيت بعدنا أم حمقنا بعدك (٢) ! فقال : لا تجزعنّ يا أبا إسحاق ، فإنّما هو الملك يتغدّاه قوم ويتعشّاه آخَرون، فقال سعد : واللّه ، أراكم ستجعلونها ملكاً (٣) .
ونقل فيه عن أبي العادية (٤) : أنّه كان هو الراوي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله : «لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض» (٥) ، ومع هذا قتل
__________________
(١) سورة السجدة ٣٢ : ١٨ .
(٢) ما أثبتناه من المصدر وفي النسخ : «أكسيت بعدنا أم جمعنا» والظاهر أنّه خطأ من النُّسّاخ.
(٣) الاستيعاب ٤ : ١٥٥٤ ـ ١٥٥٧ بتقديم وتأخير .
(٤) اختلف في ضبط كنيته ، فورد تارة بالغين المعجمة ، واُخرى بالعين المهملة ، ولا ضير فيه بعد أن كان المراد منهما يسار بن أزهر الجهني الذي كان من محبّي عثمان ، وهو قاتل عمّار بن ياسر .
انظر : الكنى والأسماء للدولابي ١ : ٤٧ ، الاستيعاب ٤ : ١٧٢٥ / ٣١١٣ ، اُسد الغابة ٥ : ٢٣٧ / ٦١٤٠ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٥٤٤ / ١١٤ .
(٥) المعارف لابن قتيبة : ٢٥٧ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ : ٤٧ .