عمّار بن ياسر مفتخراً بذلك ، بحيث كان كلّما يستأذن على معاوية يقول : إنّ قاتل عمّار يريد أن يدخل عليك (١) .
ونقل فيه عن جماعة أنّهم قالوا : كان أبو سفيان والد معاوية من المؤلّفة قلوبهم أسلم عام الفتح ، وعمي في آخر عُمره ، وأنّه كان كهفاً للمنافقين ، وكان منافقاً ، وأنّه لمّا ولي عثمان الخلافة دخل عليه أبو سفيان ، فقال : قد صارت إليك بعد تيم وعديّ ، فأدرها كالكرة ، واجعل أوتادها بني اُميّة ، فإنّما هو الملك ، وما أدري ما جنّة ولا نار (٢) !
وسيأتي تفصيل أحواله وكفره ونفاقه في المقالة السادسة من المقصد الثاني .
ونقل جماعة كما في تاريخ الإسلام وغيره : أنّ أبا هريرة ذهب في زمان معاوية إلى عليّ عليهالسلام ليجعل الخلافة شورى بين الناس ، ثمّ ندم على فعله ، وعرف توهّمه في ذلك لمّا تكلّموا عليه وذكّروه من فضائل عليّ عليهالسلام وذمّ تركه ، ومع هذا اعتزل في صفّين ولم ينصر عليّاً عليهالسلام ، بل كان من أصحاب بني اُميّة لاسيّما مروان بن الحكم ، حتّى نقلوا : أنّ يوماً في جنازة رجل أخذ أبو هريرة بيد مروان فجلسا ناحية قبل أن توضع الجنازة ، وشرعا يتكلّمان ، فجاء إليهما أبو سعيد الخدري وأقام مروان وقال له : واللّه ، لقد علم صاحبك هذا ـ يعني أبا هريرة ـ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله نهانا عن ذلك ، يعني الجلوس ، فلم يقدر أبو هريرة على تكذيبه ، بل صدّقه (٣) .
وسيأتي في المقصد الثاني ما يدلّ على أنّه كان يكذب على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بشهادة عليّ عليهالسلام وعمر جميعاً .
__________________
(١) المعارف لابن قتيبة : ٢٥٧ ، وقعة صفّين : ٣٤١ ، الاستيعاب ٤ : ١٧٢٥ / ٣١١٣ .
(٢) الاستيعاب ٤ : ١٦٧٧ ـ ١٦٧٩ / ٣٠٠٥ .
(٣) صحيح البخاري ٢ : ١٠٧ ، السنن الكبرى للبيهقي ٤ : ٢٦ بتفاوت يسير فيهما .