يا أبا ذرّ ، اتّق اللّه ولا تُرِ (١) الناس أنّك تخشى اللّه فيكرموك وقلبك فاجر .
يا أبا ذرّ ، ليكن لك في كلّ شيء نيّة صالحة حتّى في النوم والأكل .
يا أبا ذرّ ، ليعظم جلال اللّه في صدرك ، فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب : اللّهمّ اخزه ، وعند الخنزير : اللّهمّ اخزه .
يا أبا ذرّ ، الحقّ ثقيل مرئ (٢) ، والباطل خفيف وبئ (٣) ، وربّ شهوة ساعة تورث حزناً طويلاً .
يا أبا ذرّ ، لا تصيب حقيقة الإيمان حتّى ترى الناس كلّهم حمقى في دينهم عقلاء في دنياهم .
يا أبا ذرّ ، حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، وتجهّز للعرض الأكبر .
يا أبا ذرّ ، أتحبّ أن تدخل الجنّة؟ » قلت : نعم فداك أبي!
قال : «فاقصر من الأمل، واجعل الموت نصب عينيك، واستحي من اللّه حقّ الحياء».
قلت : كلّنا نستحي من اللّه .
قال : «ليس كذلك الحياء ، ولكنّ الحياء من اللّه تعالى أن لا تنسى المقابر والبلى ، والجوف وما وعى ، والرأس وما حوى .
ومن أراد كرامة الآخرة فليدع زينة الدنيا ، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية اللّه .
يا أبا ذرّ ، ما من شابّ يدع للّه الدنيا ولهوها ، وأهرم شبابه في طاعة
__________________
(١) وردت في نسخنا : «ترى» ، والظاهر أنّ ما أثبتناه هو الصحيح .
(٢) كذا في «م» و«س» و«ش» ، وساقطة من «ن» وفي المصادر : مرّ .
(٣) كذا في «م» و«س» و«ش» ، وساقطة من «ن» وفي المصادر : حلو .