اللّه لا يخدع عن جنّته ، ولا ينال ما عنده إلاّ بطاعته .
يا أبا ذرّ ، يقول اللّه عزوجل : وعزّتي وجلالي ، لا يؤثر عبدي هواي على هواه إلاّ جعلت غناه في نفسه وهمومه في آخرته ، وضمنت السماوات والأرض رزقه ، وكففت عنه ضيقه (١) وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر .
يا أبا ذرّ ، إنّ اللّه تعالى يقول : إنّي لست كلام الحكيم أتقبّل ولكن همّه وهواه ، فإن كان همّه وهواه فيما أحبّ وأرضى جعلت صمته حمداً لي ووقاراً وإن لم يتكلّم .
يا أبا ذرّ ، إنّ اللّه عزوجل لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .
يا أبا ذرّ ، التقوى هاهنا التقوى هاهنا» ، وأشار إلى صدره .
«يا أبا ذرّ ، أوّل شيء يرفع من هذه الاُمّة الأمانة والخشوع حتّى لا يكاد يرى خاشعاً.
يا أبا ذرّ ، سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي اللّه، وحرمة ماله كحرمة لحمه» .
أقول : هذا صريح في كفر من قاتل عليّاً عليهالسلام ، إذ لا كلام عند المسلمين في إسلامه ، بل كمال إيمانه ، فافهم .
«يا أبا ذرّ ، من مات وفي قلبه مثقال ذرّة من كبر لم يجد رائحة الجنّة ، إلاّ أن يتوب قبل ذلك» .
ثمّ قال : «إنّ الكبر أن تترك الحقّ وتتجاوزه إلى غيره ، وتنظر إلى الناس ، فلا ترى أحداً عرضه كعرضك ولادمه كدمك ، وأكثر من يدخل النار المتكبّرون ، طوبى لمن صلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وعزل عن
__________________
(١) كذا في «ش» و«م» و«س» وساقطة في «ن» وفي المصادر : «ضيعته» .