وفي تفسير العياشي : أنّ الصادق عليهالسلام قال في قوله تعالى : ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) ـ مشدّدة منصوبة ـ يعني : كثّرنا أكابرها ( فَفَسَقُوا فِيهَا ) (١) » (٢) .
وفي القاموس : أمِر ـ كفرِح ـ أمَراً وأمَرَةً : كثر ، وتمّ ، فهو أمِرٌ ، والأمر : اشتدّ ، والرجل كثرت ماشيته ، وآمره اللّه ، وأمره ، كنصره ، لُغيَّة : كثّر ماشيته ونسله (٣) . انتهى .
وفي تفسير النعماني عن عليّ عليهالسلام : أنّه قال في معنى الضلال الوارد في القرآن : «الضلال منه محمود ومنه مذموم ، ومنه ما ليس بمحمود ولا مذموم ، ومنه ضلال النسيان».
ثمّ قال : أمّا الضلال المحمود فهو المنسوب إلى اللّه تعالى ، كقوله : ( يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ ) (٤) ، هو ضلالهم عن طريق الجنّة بفعلهم ، والمذموم هو قوله تعالى : ( وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) (٥) وأمثاله .
أمّا الضلال المنسوب إلى الأصنام ، كقوله في قصّة إبراهيم عليهالسلام : ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ) (٦) ، فالأصنام لا يضللن أحداً على الحقيقة ، إنّما ضلّ الناس بها وكفروا حين عبدوها .
وأمّا الضلال الذي هو النسيان ، فهو قوله تعالى : ( أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا
__________________
(١) سورة الإسراء ١٧ : ١٦ .
(٢) تفسير العيّاشي ٣ : ٤١ / ٢٤٧٨ عن أبي جعفر عليهالسلام ، ولم يرد فيه قوله تعالى : «فَفَسقوا فيها» .
(٣) القاموس المحيط ٢ : ٨ ـ مادّة الأَمْر ـ .
(٤) سورة المدّثّر ٧٤ : ٣١ .
(٥) سورة طه ٢٠ : ٨٥ .
(٦) سورة إبراهيم ١٤ : ٣٥ ـ ٣٦ .