رأسه وسادة محشوّة ليفاً ، فسلّمت عليه ، ثمّ جلست ، فقلت : يارسول اللّه ، أنت نبيُّ اللّه وصفوته وخيرته من خلقه ، وكسرى وقيصر على سرير الذهب وفرش الديباج والحرير ، فقال : «اُولئك قوم عجّلت طيّباتهم ، وهي وشيكة (١) الانقطاع ، وإنّا اُخّرت لنا طيّباتنا» (٢) .
وفيه : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله دعاه رجل إلى طعام فلمّا دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فوقعت البيضة على وتدٍ في حائط ، فثبتت عليه ولم تسقط ، ولم تنكسر ، فتعجّب النبيّ صلىاللهعليهوآله منها، فقال له الرجل: أعجبت من هذه البيضة ؟ فوالذي بعثك بالحقّ ، ما رزئت شيئاً قطّ ، فنهض النبيّ صلىاللهعليهوآله ولم يأكل من طعامه شيئاً وقال : «من لم يرزأ فما للّه فيه من حاجة» (٣) .
وفي صحيحي البخاري ومسلم ، وصحيحي الترمذي وابن ماجة : عن أبي موسى ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ اللّه تعالى ليُملي للظالم حتّى إذا أخذه لم يُفلته» (٤) .
وفي بعض خطب عليّ عليهالسلام : «أيّها الناس ، إنّ اللّه تعالى لم يقصم جبّاري دهر إلاّ من بعد تمهيل ورخاء ، ولم يجبر كسر عظم من الاُمم إلاّ بعد أزل وبلاء» (٥) .
«فقد أمهل شداد بن عاد ، وثمود بن غبود ، وبلعم بن باعوراء ،
__________________
(١) وَشُك، يوشُك وشكاً : أي أسرع فهو وشيك، أي : سريع.
انظر : مجمع البحرين ٥ : ٢٩٧ ـ وشك ـ.
(٢) مجمع البيان ٥ : ٨٨ ، بحار الأنوار ٦٦ : ٣٢٠ .
(٣) الكافي ٢ : ١٩٨ / ٢٠ (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، بحار الأنوار ٢٢ : ١٣٠ / ١٠٧ .
(٤) صحيح البخاري ٦ : ٩٤ ، صحيح مسلم ٤ : ١٩٩٧ / ٢٥٨٣ ، سنن الترمذي ٥ : ٢٨٨ / ٣١١٠ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٣٢ / ٤٠١٨ .
(٥) نهج البلاغة : ١٢١ الخطبة ٨٨ .