وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ، وأمدّهم بالأموال والأعمار ، وأتتهم الأرض ببركاتها ، ليذَّكروا آلاء اللّه ، وليعرفوا الإهابة له والإنابة إليه ، ولينتهوا عن الاستكبار ، فلمّا بلغوا المدّة واستتموا الأكلة أخذهم اللّه تعالى واصطلمهم (١) فمنهم من خسف (٢) ، ومنهم من أخذته الصيحة ، ومنهم من أحرقته الظلمة (٣) ، ومنهم من أودته الرجفة ، ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) (٤) » (٥) .
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : «إنّ اُمّتي سيفتنون بعدي ، يفتنون بأموالهم ، ويمنّون بدينهم على ربّهم ، ويأمنون سطوته ، ويستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة، فيستحلّون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع» (٦) ، الخبر .
__________________
(١) الاصطلام : الاستئصال وإبادة القوم من أصلهم .
انظر : العين ٧ : ١٢٩ ، المحيط في اللغة ٨ : ١٥٢ ، لسان العرب ١٢ : ٣٤٠ ، مادّة ـ صلم ـ .
(٢) في هامش «س» و«م» و«ن» نسخة بدل : (حصب) والحَصْبُ : رميك بالحصباء ، وهي صغار الحصى أو كبارها .
انظر : كتاب العين ٣ : ١٢٣ ، المحيط في اللغة ٢ : ٤٦٦ ، لسان العرب ١ : ٣١٩ ، مادّة ـ حصب .
(٣) في المصدر : الظُّلّة ، إشارة إلى قوله تعالى : ( عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) في سورة الشعراء ٢٦ : ١٨٩ .
والظُّلّة : ما سترك من فوق ، والشيء يستتر به من الحرّ والبرد . والظُّلَّة : الصَّيحة . والظُّلّة : الغاشية .
انظر : كتاب العين ٨ : ١٤٩ ، المحيط في اللغة ١٠ : ٩ ، لسان العرب ١١ : ٤١٧ ، مادّة ـ ظلل ـ .
(٤) سورة العنكبوت ٢٩ : ٤٠ .
(٥) الكافي ٨ : ١٨ ـ ٣٠ (خطبة الوسيلة) ، في ذيل الخطبة .
(٦) نهج البلاغة : ٢٢٠ الخطبة ١٥٦ .